واشنطن ـ محمد دلبحطهران- «الأخبار»

يواصل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد «معركته» على الجبهة النووية والاميركية ــ الاسرائيلية عبر الصحافة الأميركية، ودخلت الى تصريحاته هذه المرة «المنشآت النووية الأميركية»، كما برز تركيزه على «بعض الساسة» الأميركيين، في إشارة الى أنصار اسرائيل.
في هذا الوقت، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف، أن موسكو «ستشدد، خلال النقاشات في مجلس الامن الدولي في شأن فرض عقوبات على ايران، على ضرورة تقديم أدلة دامغة تؤكد أن ايران تسعى الى انتاج اسلحة نووية، وأنها تدعم الارهاب الدولي».
وقال ايفانوف، في مقابلة مع صحيفة «كاثيميريني» اليونانية اول من امس: «من غير المقبول أن يتكرر سيناريو العراق الذي فرضت عليه عقوبات، في غياب أدلة على وجود اسلحة دمار شامل على اراضيه»، موضحاً أنه «لا يمكن تسوية الازمة النووية الايرانية الا بالسبل الدبلوماسية والسياسيةورأى نجاد، في مقابلة مع مجلة «نيويورك تايمز»، أن دور مجلس الأمن في الموضوع النووي الإيراني «غير قانوني»، قائلاً: «إننا نعمل في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والكاميرات (الخاصة بالمراقبة) هي في مواقعنا». وأضاف، متوجهاً للصحافية التي أجرت معه المقابلة: «هل يمكنك أن تقدّمي لنا على الأقل تقريراً واحداً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن المنشآت النووية الأميركية؟».
وأشار الرئيس الايراني الى أن «بعض السياسيين في الولايات المتحدة يعتقدون أن المسألة النووية هي وسيلة للضغط على إيران، لكنهم مخطئون. فمن ينتج القنابل النووية لا يستطيع الادعاء أنهم يريدون الآن وقف انتشار الأسلحة النووية».
من ناحية أخرى، أعلن نجاد أن حكومته مستعدّة لوضع «كل الامور» على طاولة المفاوضات إذا تخلى «اعضاء الحكومة الاميركية الذين يعتزمون تغيير النظام في ايران عن هذا الهدف».
وفي ما يتعلق بحزب الله والعدوان الذي شنته إسرائيل على لبنان، قال الرئيس الايراني إن «الجميع قال بأن هجمات الحكومة الإسرائيلية على لبنان كانت مخططة مسبقاً. والسؤال هو: من أين جاءت الطائرات التي دمرت لبنان، القنابل الموجهة بالليزر؟ من الذي زود الصهاينة الأسلحة؟ من الذي منع وقفاً للنار في البداية؟ وأعتقد أن قسماً داخل الحكومة الأميركية ينبغي أن يتحلّى بنظرة جديدة إلى الشرق الأوسط. يجب ألا يفترضوا أنهم قادرون على حل المشاكل في الشرق الأوسط من خلال الحرب».
ولدى سؤال ويموث إن كانت إيران تعتزم مواصلة دعم من سمّتهم «الجماعات الإرهابية، (حماس) والجهاد الإسلامي الفلسطينية»، رد نجاد قائلاً: «هل أنت هنا في مهمة أو أنك صحافية؟ الصحافي ليس قاضياً. لقد قلت إن حماس جماعة إرهابية. حماس تعمل من داخل أراضيها، في بلدها، فلماذا تسمينهم إرهابيين؟ إذا احتل أحد الولايات المتحدة ونهض الشعب الأميركي للدفاع عن وطنه، فهل سنصف الشعب الأميركي بأنه إرهابي؟»، مضيفاً أن «للشعب الفلسطيني الحق في الحياة. يجري قصف غزة، ويجري تدمير البيوت. لماذا؟ لأن بعض السياسيين في الولايات المتحدة يصرّون على دعم الصهاينة على حساب تدمير الشعب الفلسطيني وشراء كراهية كل الشعوب في المنطقة».
من جهة أخرى، يلتقي رئيس الوكالة النووية الايرانية غلام رضا آغا زاده، في موسكو اليوم، نظيره الروسي سيرغي كيريينكو لبحث قضية مفاعل «بوشهر» النووي الذي يشيّده الروس في ايران رغم الانتقادات الاميركية.
وأعلن المتحدث باسم الوكالة الفدرالية الروسية للطاقة الذرية سيرغي نوفيكوف لوكالة «فرانس برس»، انه يتوقع أن تنتهي اعمال بناء المفاعل الذي تقدر تكاليفه بمليار دولار في «ايلول 2007»، وأن يبدا بإنتاج الطاقة في «تشرين الثاني 2007».
الى ذلك، انتقدت طهران امس الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأنها لم تدن التهديدات النووية الإسرائيلية. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، «إرنا»، عن الناطق باسم الخارجية محمد علي حسيني قوله: «إننا نأسف كثيراً لأن الدول الغربية، عبر معارضتها مشروع القرار الذي تقدمت به الدول العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وإندونيسيا، قد انتهكت بشكل فاضح مضمون معاهدة منع الانتشار النووي وضرورة انضمام الكيان الصهيوني إلى المعاهده وشجعت، عبر أساليب تمييزية، على تقويض مبادئ معاهدة حظر الانتشار النووي وأسسها».
في غضون ذلك، رأى وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست ــ بلازي امس، أن طهران والمجتمع الدولي وصلا الى «ساعة الحقيقة» في شأن الملف النووي الايراني.
وقال دوست ــ بلازي، اثناء برنامج سياسي في التلفزيون الفرنسي: «منذ عام ونحن نقول (لإيران) إنه يجب وقف نشاطاتها في مجال تخصيب اليورانيوم للبدء في المفاوضات»، مشيراً إلى أن أمام المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بضعة اسابيع «لا أشهر» كي يتوصل الى اتفاق مع ايران في شأن جدول اعمال المحادثات الخاصة ببرنامجها النووي.