لم يمكث الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين سوى ساعتين في جلسة محاكمته أمس في قضية الأنفال، قبل أن يطرده القاضي محمد العريبي الخليفة، بعد سجال حاد، دار اثناء إدلاء أحد الشهود الأكراد بإفادته، إذ لوح صدام بورقة صفراء من وراء القفص الحديدي قائلاً إن هذه الورقة طلب بعدم مثوله أمام المحكمة، موجهاً خطابه للقاضي بأنه لا يشرفه الحديث معه وأنه لا يريد الجلوس وراء القضبانوسارع القاضي إلى الرد قائلاً إن «هذا القرار ليس قرارك، أنا القاضي، وأنا رئيس المحكمة، وأنا أقرر بشأن حضورك»، طالباً من الحراس إخراج صدام من المحكمة.وقرر وكلاء الدفاع مقاطعة جلسة الأمس، احتجاجاً على قرار الحكومة تعيين قاض جديد بدلاً من عبد الله العامري، الذي وصف صدام حسين بأنه ليس «ديكتاتوراً».
وقال الشاهد الكردي رفعت سعيد إن نساء تعرضن «للاغتصاب» خلال حملة الأنفال، في أول إفادة عن انتهاكات من نوع كهذا.
وكشف سعيد أن «النساء اللواتي كن معتقلات في نقرة السلمان (قرب الحدود مع السعودية)، كن يشتكين من تعرضهن للاغتصاب من قبل الحجّاج»، المسؤول عن السجن.
وفي هذا السياق، قال طبيب نمساوي إنه يملك أدلة تؤكد استخدام النظام العراقي السابق أسلحة كيميائية ضد إيران والأكراد في حلبجة وخلال حملة الأنفال. ونقل موقع «العربية» على شبكة الإنترنت عن الطبيب فرايلنكر كيرهارد قوله إن أدلته عبارة عن «ضحايا الأنفال» الذين يعالجهم حتى الآن في العاصمة فيينا.
وأعرب كيرهارد، المتخصص بجراحات التجميل ومعالجة الحروق الكيميائية في كلية الطب في فيينا، عن حماسته للإدلاء بشهادته في محاكمة صدام «رغم أن الاتصالات مع الحكومة العراقية لا تزال غير مباشرة»، موضحاً أنه عالج «عشرات المرضى العراقيين بعد 10 أيام من ضرب حلبجة في العام 1988، فضلاً عن معاينة عشرات الضحايا الذين قضوا متأثرين بمواد كيميائية».
ويواجه صدام وابن عمه علي حسن المجيد، المعروف باسم علي الكيماوي، اتهامات بارتكاب أعمال إبادة جماعية، أدت إلى مقتل 180 ألف كردي، غالبيتهم تسمموا بالغاز.
ويواجه خمسة متهمين آخرين تهماً بالقتل وارتكاب جرائم ضد الإنسانية في القضية نفسها. ويمكن أن تؤدي المحاكمة، التي أرجئت إلى اليوم، إلى صدور أحكام بإعدام المتهمين السبعة شنقاً.
(الأخبار، رويترز، يو بي آي، مهر)