أقرّ الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) دفعت ملايين الدولارات سراً لحكومته في مقابل تسليمها 369 شخصاً يُشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة.وظهر هذا الاعتراف في مذكرات الجنرال مشرف، التي صدرت أمس تحت عنوان «على خط النار»، غداة سريان «شائعات» في باكستان عن محاولة انقلاب اثناء وجود الرئيس في الولايات المتحدة للعلاج.
واستهلّت صحيفة «التايمز» في بريطانيا سلسلة مقالات عن مذكرات مشرف أمس، بتوضيح الرئيس الباكستاني قضية دفع وكالة الاستخبارات الاميركية ملايين الدولارات لحكومته في مقابل تسليم واشنطن مقاتلين من القاعدة.
غير أن وزارة العدل الأميركية نفت أن يكون لديها أي علم بالقضية، وشدّدت على أن الأمر «ما كان يجب أن يحدث لأن الجوائز المالية تقدّم عادة إلى الأفراد، لا إلى الحكومات، الذين يساعدون في اعتقال الإرهابيين المدرجين على لائحة المطاردين من مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي)».
ورفضت وكالة «سي آي إيه» الكشف عن المبلغ الذي دفعته إلى باكستان. وقال متحدث باسم الوكالة للصحيفة: «إن علاقتنا مع القادة الدوليين هي مسألة غير خاضعة للنقاش».
ومن بين الاشخاص الذين سلّمتهم إسلام آباد إلى الولايات المتحدة خالد شيخ محمد المتهم بأنه مهندس هجمات أيلول 2001 والعديد من «العمليات الإرهابية» في المملكة المتحدة، ومن ضمنها الهجوم على مطار هيثرو القريب من العاصمة لندن.
وفي معرض تعليقه على خبر محاولة الانقلاب، قال مشرف إن باكستان ليست واحدة من جمهوريات الموز المضطربة، ساخراً من الشائعات التي ذكرت أنه اسقط في انقلاب وقع اثناء زيارته للولايات المتحدة.
وتابع مشرف، الذي يعود الى بلاده يوم الخميس المقبل: «إنه هراء، ماذا يجب علي ان اقول عنه؟».
وانتشرت الشائعات عن المحاولة الانقلابية في باكستان اول من امس أثناء انقطاع التيار الكهربائي عندما أظلمت مناطق واسعة من البلاد.
من جهة أخرى، نفى نائب وزير الخارجية الاميركي السابق ريتشارد ارميتاج أن تكون واشنطن قد هدّدت بقصف باكستان «لتعيدها الى العصر الحجري» بعد هجمات 11 أيلول، مشيراً إلى أن مسؤولاً باكستانياً قد يكون قد حرّف عزم الولايات المتحدة على حث إسلام آباد على المساعدة.
وكان الرئيس الباكستاني قد قال في مقابلة مع برنامج تبثه شبكة «سي.بي.اس» التلفزيونية الأميركية: إن الولايات المتحدة هدّدت، بعد هجمات 11 أيلول، بضرب باكستان اذا لم تتعاون في الحملة التي تقودها واشنطن ضد حركة طالبان، مضيفاً أن ارميتاج قال لمدير الاستخبارات الباكستانية: «استعدّوا للقصف، استعدّوا للعودة الى العصر الحجري».

(يو بي آي، اف ب، رويترز)