القاهرة ــ خالد محمود رمضان
توقع مصدر عربي وثيق الصلة بالسلطات الليبية لـ «الأخبار» أن يقوم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بزيارة إلى الولايات المتحدة العام المقبل لتدشين صفحة جديدة في العلاقات الليبية ــ الأميركية، بعد تحسن العلاقات بين البلدين إثر تخلي ليبيا المفاجئ خلال شهر كانون الأول الماضي طواعية عن أسلحة الدمار الشامل والسماح لفرق تفتيش من الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفقد منشآتها النووية والكيميائية.
ونقل المصدر عن مسؤولين أميركيين وليبيين قولهم إنهم لا يستبعدون حدوث نقلة نوعية في العلاقات مع ليبيا خلال العام المقبل، من دون إعطاء مزيد من الإيضاحات. وفى حال إتمام مثل هذه الزيارة التاريخية، ستكون أول زيارة رسمية من نوعها يقوم بها القذافي منذ قيام الثورة الليبية العام 1969.
ورغم أن مصادر ديبلوماسية ليبية رأت أنه لا يزال من المبكر الحديث عن عقد قمة مباشرة بين القذافي والرئيس الأميركي جورج بوش، إلا أنها أشارت إلى أن تسريع عملية تطبيع العلاقات الليبية ــ الأميركية من شأنه فتح الطريق نحو توجيه دعوة رسمية أميركية إلى الزعيم الليبي ليحل ضيفاً على البيت الأبيض في واشنطن.
وتوقعت مصادر ديبلوماسية أميركية وغربية في القاهرة قيام وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بزيارة إلى العاصمة الليبية طرابلس ضمن جولة شرق ــ أوسطية لها خلال الشهر المقبل، علماً بأن هذه الزيارة ستمثل أول زيارة لمسؤول أميركي على هذا المستوى لليبيا منذ تدهور علاقتها السياسية والديبلوماسية مع الولايات المتحدة مطلع الثمانينيات.
وذكرت مصادر ديبلوماسية غربية وثيقة الصلة بالسفارة الأميركية في القاهرة أن وفداً من مكتب المباحث الفيدرالية ووزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة سيزور ليبيا الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الليبيين عن طلب غير معلن تقدمت به السلطات الليبية في شأن حصولها على مساعدة أميركية لتأمين المطارات والموانئ البحرية الليبية وضمان عدم تسلل أي عناصر إرهابية أو غير مرغوب فيها إلى الأراضي الليبية.
ومن المقرر أن يقوم الوفد الأميركي الذي لم يتسن الحصول على معلومات إضافية عن هوية أعضائه ولا عددهم، بتفقد الإجراءات الأمنية المتبعة التي تتخذها السلطات الليبية في مطاراتها وموانئها البحرية تمهيداً لتقرير كيفية إسهام الولايات المتحدة بأجهزتها الفنية المتطورة وخبراتها الأمنية في دعم هذه الإجراءات.