طهران ــــ «الأخبار»
يبدو أن الحصار والتهديد لم يمنعا طهران من التقدم بثبات، عبر المثابرة التصنيعية التي يخوضها خبراؤها ومتخصصوها، الى تحقيق «الاكتفاء الذاتي» في مجال الصناعات العسكرية.
فقد أعلن نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإيراني اللواء رضا خرم طوسي أمس أن القوات المسلحة وصلت الى «الاكتفاء الذاتي» في مختلف المجالات العسكرية، وذلك بمساعدة الجامعات والخبراء والعلماء داخل البلاد، مشيراً الى أهم هذه الصناعات التي عرضت أخيراً وهي طائرة «الصاعقه» المقاتلة والمشابهة في مواصفاتها طائرة «أ ف 18» الأميركية، إضافة الى بوارج حربية وصواريخ «بالستية» وطائرات من دون طياروقال اللواء طوسي إن هذه القوة «موظفة لخدمة وضمان مصالح دول المنطقة»، معلناً استعداد ايران لوضع كل إنجازاتها وقدراتها العسكرية تحت تصرف الدول العربية والإسلامية، فضلاً عن استعدادها لإجراء مناورات مشتركة مع دول الخليج.
وأوضح القائد العسكري أن إيران «حريصة على أحسن وأفضل العلاقات مع الدول العربية ولا داعي إلى الخوف والقلق من قدراتها العسكرية»، فيما اتهم الأميركيين والبريطانيين بإشاعة مثل هذه «الإثارات المفتعلة في حرب نفسية ضد إيران»، معرباً عن أمله أن «يميز العرب بين الصديق والعدو».
على صعيد أخر، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا آغا زادة، من موسكو أمس، أن تشغيل محطة بوشهر الكهروذرية «سيبدأ بعد ستة أشهر على أبعد تقدير»، مشيرا الى أن إيران «لديها القدرة والكفاءة اللازمتين لإتمام بناء المحطة إذا رفض الروس الالتزام بالاتفاقية وإكمال إنشاء المفاعل في الوقت المقرر».
وأشار رضا آغا زادة، الذي ناقش مع مدير الوكالة الاتحادية الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو المسائل المتعلقة ببناء المحطة، الى أن «تسعين في المئة من المفاعل تم إنهاؤه»، مرجعاً التأخير الي سببين: أولاً «ضعف في تجربة الخبراء الروس كونه المفاعل النووي الأول الذي يقومون ببنائه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق»، ثانياً «التغيير الحاصل في المفاعل من النطام الغربي الى النظام الشرقي». لكنه لم ينكر وجود أسباب سياسية أيضاً.
ويستكمل رضا آغا زاده وكيريينكو محادثاتهما حول «بوشهر» اليوم، حسب ما أعلن المتحدث باسم كيريينكو.
في غضون ذلك، صرّح وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، لوكالة «أسوشييتد برس» أمس، أن المحادثات بين الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا وكبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني بخصوص الملف النووي «تمضي قدماً»، مشيرا الى انه يتوقع أن يجتمعا «قربياً جداً» ، وعلى الأرجح في أوروبا. أضاف إنه يعتقد أن بالإمكان التوصل الى «حلّ تفاوضي» لهذا الملف.