واشنطن ــ محمد دلبح
وسّعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس هجومها الديبلوماسي على سوريا وإيران وحزب الله و«حماس»، مستخدمة الصحافة الأميركية لتوزيع الاتهامات الأميركية على من تصفهم بأعداء الولايات المتحدة وخصومها، مشيدة في الوقت نفسه بمن تحسبهم «حلفاء» واشنطن و«أصدقائها».
ومنحت رايس حوارات إلى ثلاث من الصحف الأميركية الرئيسة، هي «نيويورك تايمز»، «وول ستريت جورنال» و«نيويورك بوست». وبينما اكتفت صحيفتا «نيويورك تايمز» و«نيويورك بوست» بنشر مقتطفات صغيرة من حوارهما مع رايس، فإن «وول ستريت جورنال» لم تنشر أي شيء في اليوم نفسه، وهو ما دفع مكتب رايس إلى نشر الحوارات بالكامل على موقع وزارة الخارجية الأميركية الإلكتروني.
وقالت رايس، في المقابلة مع «وول ستريت جورنال»، إن الولايات المتحدة تأمل إقناع حلفائها بدعم فرض عقوبات جديدة على سوريا «بسبب دورها في زعزعة الاستقرار في لبنان والعراق ومساندتها حماس».
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية إن السوريين دخلوا فعلياً في تحالف مع إيران، التي اتهمتها كذلك «بزعزعة استقرار المنطقة من خلال دعمها لحزب الله وحماس والمتمردين العراقيين».
وقالت: «يبدو أن السوريين اختاروا، وكان خيارهم ربط أنفسهم بالقوى المتطرفة في إيران، لا مع شركائهم التقليديين من الدول العربية».
ورداً على سؤال عن سبب اقتصار الإجراءات الأميركية على سوريا على عقوبات خفيفة، قالت رايس إن «التحفظات الأوروبية والعربية هي التي حالت دون فرض عقوبات أميركية أكثر صرامة على سوريا».
في سياق حوارها مع صحيفة «نيويورك تايمز»، رأت رايس أن الوضع في لبنان هو «هش للغاية»، مضيفة أن الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني قد مدوا وجودهم إلى جنوب لبنان وهو ما عدّته «إنجازاً رئيسياً».
وفي الشأن الفلسطيني، قالت رايس لـ «وول ستريت جورنال» إنها تعوّل على انقسامات داخلية في “حماس” لتحريك عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ورفع الحظر الدولي عن الحكومة الفلسطينية.
وقالت إن “المشكلة هي أن هناك دمشق وهناك الأراضي الفلسطينية... ولا نعرف في الواقع هامش المناورة الذي تتمتع به حماس في الأراضي الفلسطينية حيال حماس في دمشق”. وأضافت أن “مؤشرات متزايدة تدل على أنه ليس واسعاً”.
وفي ما يخص إيران، أعلنت رايس عدم تأييدها لفرض حظر على مبيعات البنزين لإيران لمعاقبة طهران على رفض تخليها عن برنامج تخصيب اليورانيوم. وأقرت رايس بوجود «قيود على (استخدام) ورقة النفط» ضد إيران.
وفي سياق آخر، قالت رايس إن مجلس الأمن الدولي يحتاج إلى “دول مسؤولة، لا دول ترغب في الإعراب عن آرائها المناوئة للولايات المتحدة على حساب حل القضايا الهامة”، في إشارة إلى فنزويلا. وأضافت: “إن ذلك سيعني نهاية التوافق في مجلس الأمن. وهذه مسالة خطيرة”.
وأضافت، في رد على سؤال عن فرص فنزويلا في الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن لا يتمتع بحق النقض، أن “المسألة هي اذا كانت (فنزويلا) دولة مسؤولة أو فقط ترغب في العراك المستمر مع الولايات المتحدة كل يوم وعلى كل قضية، وهو ما سيشل عمل مجلس الأمن”.
ونفت وزيرة الخارجية الأميركية بشدة ادعاء الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون بأنه ترك خطة شاملة لمحاربة تنظيم “القاعدة” لدى انتهاء فترته الرئاسية.