غزة ــ رائد لافيعباس إلى قطر للضغط على “حماس” والحركة تتّهمه بالتحريض ضدها

فيما شهدت الجبهة الداخلية الفلسطينية هدوءاً نسبياً، حافظت قوات الاحتلال على “وتيرة” عدوانها اليومي بحق المدنيين في قطاع غزة، فقتلت الطفلة دام العز أحمد حماد (14 عاماً)، وأصابت 14 آخرين بجروح متفاوتة، في غارتين جويتين شنّتهما الطائرات الحربية الإسرائيلية أمس على منزل سكني، في حي البرازيل المكتظ بالمدنيين في مدينة رفح، جنوب القطاع، ما أدى إلى تدميره كلياً.
وكانت طائرات حربية من طراز “اف 16”، أميركية الصنع، قد أطلقت صاروخين في غارتين منفصلتين، بفارق زمني ساعة واحدة، في اتجاه منزل سكني يملكه الفلسطيني سامي الشاعر، ودمرته بالكامل في إطار ما يسميها الفلسطينيون “حرب المنازل”.
وادّعت مصادر قوات الاحتلال أن المنزل المستهدف تستخدمه فصائل المقاومة في عمليات تهريب وتخزين الأسلحة، غير أن الشاعر دحض لـ“الأخبار” هذه المزاعم، ونفى أي علاقة له بعمليات التهريب.
وتوغلت قوات الاحتلال في منطقة صوفا شرقي خان يونس جنوبي القطاع، وباشرت بتدمير عدد من المنازل السكنية في المنطقة، وتجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. وقال المتحدث باسم قوات الأمن الوطني في جنوب القطاع، عدنان بربخ، إن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من ثلاثين فلسطينياً، واقتادتهم الى جهة مجهولة.
وفي الضفة الغربية، تبادل الجيش الإسرائيلي إطلاق النار مع مقاومين فلسطينيين في مخيم بلاطة في نابلس، حيث اعتقل ثلاثة مقاومين كان قد بدأ البحث عنهم، حسبما أفاد الجيش الإسرائيلي.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن أي جرحى لم يقعوا في صفوفه “لكن ثلاثة أو خمسة ناشطين جرحوا بالرصاص الإسرائيلي”.
داخلياً، شهدت الجبهة الفلسطينية “هدوءاً” نسبياً على صعيد حرب التصريحات المتبادلة بين حركتي “فتح” و“حماس”، بعدما توصل وفدان من الحركتين إلى اتفاق خلال اجتماع بينهما ليل الثلاثاء ـ الأربعاء في مدينة غزة، يقضي بـ“وقف الحملات الإعلامية المتبادلة”.
واتفق الوفدان، وفق ما أعلنه المتحدث باسم الكتلة البرلمانية لحركة “حماس”، صلاح البردويل، على “مواصلة المشاورات في شأن تأليف حكومة الوحدة الوطنية”.
إلى ذلك، انتقل محمود عباس إلى قطر ليطلب منها التدخل لدى “حماس” من أجل تليين موقفها في مسألتي تبادل الاسرى وتأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية.
وقال مسؤول فلسطيني في القاهرة، لوكالة “فرانس برس”، إن عباس “سيطلب من المسؤولين القطريين الذين تربطهم صلات قوية بحركة حماس ممارسة نفوذهم لديها لحملها على تخفيف الشروط التي وضعتها لتسوية مسألة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط وتليين موقفها بشأن برنامج حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية”.
من جهته، اتهم القيادي في “حماس” محمد نزال الرئيس الفلسطيني بالقيام “بحملة تحريض” ضد حماس، معتبراً أن زيارته إلى قطر تندرج في هذا الإطار. وقال نزال إن “السيد عباس يحاول للأسف أن يحرض الدول العربية ضد حماس، في حين أنه غير مستعد للتفاهم مع الحركة، ونحن نستغرب أنه يذهب إلى كل مكان ولا يكلّف نفسه المجيء الى دمشق”، حيث يقيم قادة المكتب السياسي للحركة.
وفي هذا السياق، أعلن الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، خالد عبد المجيد، أن الحوار الوطني الفلسطيني المقرر اليوم الخميس في دمشق قد تأجّل باقتراح من حركة فتح بسبب الأوضاع المعقدة والضغوط الدولية والإقليمية على الفلسطينيين.
وقال عبد المجيد، في بيان، إن “الاجتماع المقرر بين الفصائل الفسطينية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية قد تقرر تأجيله بسبب الوضع الفلسطيني الذي يواجه أوضاعاً معقّدة وضغوطاً واشتراطات دولية وإقليمية تهدف الى محاولة إخضاع الوضع الفلسطيني للإرادة الأميركية الاسرائيلية”.
إلى ذلك، قال رئيس مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الانسان، المحامي فارس أبو الحسن، إن إسرائيل قررت الإفراج عن نائب رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور ناصر الدين الشاعر بعد شهر على اعتقاله. وأضاف ان “قرار الإفراج عن الشاعر مشروط بعدم مغادرته البلاد أو وصوله إلى مقر عمله في رام الله حتى منتصف الشهر المقبل”.
ورأى أن قرار القاضي هو “إقامة جبرية بكل معانيها”، موضحاً أن القرار اتخذ بعدم تمديد اعتقال الشاعر الذي انتهت مدة تمديد اعتقاله أمس، بينما تجرى مشاورات بشأن تحديد قيمة كفالة مالية.