صبّ قادة الاحتلال الأميركي في العراق امس جُلّ تركيزهم على النفوذ الايراني في العراق، من خلال الكلام عن اسلحة حديثة، بينها صواريخ مضادة للدروع وعبوات متطورة، عثر عليها في جنوب العراق، فضلاً عن التصويب باتجاه جيش المهدي، بزعامة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، في حملة علنية متصاعدة منذ اسابيع
أظهرت بيانات نشرت أمس أن ربع مليون عراقي فروا من منازلهم وسجلت أسماؤهم كنازحين خلال الأشهر السبعة الماضية، فيما عاد زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ابو حمزة المهاجر الى الواجهة من خلال شريط صوتي، على شبكة الانترنت، عرض فيه «عفواً» على شيوخ العشائر، الذين يتخلون عن التعاون مع الحكومة العراقية للالتحاق بصفوف «المجاهدين»، خلال شهر رمضان.
ودعا المهاجر «أهل الكفاءات المتميزة والخبرات، وخاصة علماء الذرة وهندسة المتفجرات» الى اجراء «تجارب غير تقليدية جرثومية وقذرة» على الاحتلال الاميركي، معلناً «بدء حملة عسكرية كبرى على الاميركيين والمرتدّينوأشار المهاجر الى سقوط ما يزيد على اربعة آلاف مقاتل أجنبي في العراق منذ الغزو الأميركي عام 2003، داعياً إلى خطف «بعض الكلاب من المسيحيين» لإطلاق الشيخ عمر عبد الرحمن المسجون بشأن اتهامات تتعلق بتفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك في عام 1993.
من جهة أخرى، قال مسؤول عسكري اميركي، في مؤتمر صحافي في بغداد، إن «أسلحة حديثة، اكتشفت في العراق، بينها متفجرات تحمل علامة المصنع، تشير إلى أنها جاءت من إيران، وتُبين أن سياسة تسليح الميليشيات العراقية تحظى بدعم من المستويات العليا في إيران، لا من عمل مسؤولي أمن إيرانيين مارقين».
وأشار المسؤول الأميركي الى أن إيران أرسلت «ملايين الدولارات» الى جيش المهدي، بزعامة مقتدى الصدر.
وأشار المسؤول الأميركي الى اكتشاف «متفجرات سي 4، عثرت عليها القوات البريطانية في جنوب العراق، عليها علامات حمراء مطبوعة بالإنكليزية، مطابقة لرموز المصنع الموجودة على مواد إيرانية اعترضتها القوات الاسرائيلية في جنوب لبنان».
وتطرق المصدر نفسه الى جيش المهدي، فرأى أن مقتدى الصدر فقد السيطرة على ميليشياته، «لأن ستة من المسؤولين الرئيسيين في ميليشيا المهدي تمردوا على أوامر الصدر»، مضيفاً «إنهم لا يكتفون بالدفاع عن عائلاتهم في شوارعهم، يريدون الخروج لقتل من يعتقدون أنه ينتمي إلى تنظيم القاعدة أو حزب البعث».
وفي هذا السياق، أوضحت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مسألة إحكام سيطرة الصدر على جيش المهدي «تحظى بأهمية خاصة بالنسبة للمسؤولين الأميركيين والعراقيين الساعين إلى احتواء العنف المذهبي المستشري» في العراق.
في هذه الأثناء، قال قائد اركان قوات الاحتلال العميد الأميركي بيتر كيارللي إنه «يجب حل مسالة الميليشيات. لا يمكن ان تكون هناك ميليشيات مسلحة تنافس القوى الامنية العراقية، لكن يجب علينا ايضاً ان نثق بـ(رئيس الحكومة العراقية نوري) المالكي ليقرر متى يحين موعد تنفيذ ذلك».
بدوره، قال ضابط أميركي رفيع المستوى «هناك عامل سياسي ايضاً. لنر كيف سيتعاملون مع هذه الميليشيات»، مضيفاً: «اعتقد بأن الوقت يضيق لمواجهة هذا الامر، فالوقت يمر، ولا يمكن الاستمرار على هذا النحو».
وفي سياق متصل، أظهرت أرقام نشرتها الحكومة العراقية أن 40 ألف اسرة، أو ما يعادل 240 ألف عراقي، طلبوا مساعدات باعتبارهم «لاجئين» فروا من منازلهم بسبب أعمال التهجير الطائفية خلال الأشهر السبعة الماضية.
الى ذلك، اتهم متحدث باسم العشائر السنية في الانبار، عبد الستار بزيع افتيخان ابو ريشة «الحزب اللااسلامي، وصعاليك التوحيد» بـ«تشويه صورة الاسلام الحقيقية وسمعة محافظة الانبار الكريمة»، مضيفاً أن الحزب الاسلامي «عاث في الارض فساداً، وكان الاداة الاولى للتشجيع على الجريمة وانتشار القتل والفساد الاداري الذي لا مثيل له في اي بلد في العالم»، مشيراً الى «سيطرة الارهابيين على المنتجات النفطية».
ميدانياً، قُتل 31 عراقياً وأصيب 69 بجروح في هجمات متفرقة في الموصل والكوت وبغداد، حيث عثرت الشرطة العراقية على 40 جثة. ونجا النائب عن القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي أسامة النجيفي من محاولة اغتيال وسط بغداد. وأعلن الاحتلال الأميركي مقتل اثنين من جنوده في بغداد والأنبار.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب،
رويترز، يو بي آي)