استكمل الاتحاد الأوروبي وطهران محادثاتهما أمس في شأن الملف النووي الإيراني من دون التوصل، على ما يبدو، الى اختراق فعلي يشير الى حلّ قريب، رغم الاشارات الايجابية التي أطلقها الجانبان، في وقت ازدادت مفردات التحدي النووية وضوحاً، بعد إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس عن الاقتراب من «القمم النووية».ولم يتوصل المفاوض الايراني علي لاريجاني والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الى اتفاق في برلين أمس، ما يشير الى أن المحادثات لا تزال «تراوح مكانها». لكن الجانب الايراني رأى أن هذه المحادثات، التي دامت سبع ساعات، أثمرت «نتائج ايجابية».
وقال لاريجاني، خلال مؤتمر صحافي، «تمكّنا من التوصل الى بعض النتائج الايجابية»، من دون الدخول في التفاصيل، موضحاً أن المباحثات، التي بدأت أول من أمس في برلين واستكملت صباح امس، كانت عبارة عن «مفاوضات طويلة وبناءة»، بحيث تمّ التطرق الى جميع المواضيع.
وأشار المفاوض الايراني الى ان المناقشات مع سولانا تمحورت حول «آليات» بهدف «العودة الى المفاوضات الرئيسية في اسرع وقت ممكن»، في إشارة الى المفاوضات حول عرض الحوافز الذي قدمته الدول الكبرى لطهران في مقابل وقف تخصيب اليورانيوم.
من جهته، قال سولانا، بعد انتهاء المحادثات، «لقد حققنا تقدماً» و«سيكون لنا اتصال جديد في منتصف الاسبوع المقبل». ولم يستبعد أن يكون هذا الاتصال هاتفياً.
وأضاف المسؤول الأوروبي، من دون ان يدخل في تفاصيل، «لا يزال لدينا بعض القضايا التي لم تغلق».
وأفاد ديبلوماسيون غربيون، اطلعوا على فحوى المحادثات، أن «الايرانيين لا يزالون يرفضون الالتزام بتعليق برنامجهم لتخصيب اليورانيوم وأن لاريجاني يحاول في ما يبدو إطالة أمد المحادثات مع سولانا»، فيما أشار مصدر في الاتحاد الأوروبي الى أن المحادثات لا تمضي بسرعة، قائلاً إن «الحركة بطيئة للغاية».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك امس إن إيران لم توافق بعد على تعليق برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم. غير أنه أشار الى ان «لا الولايات المتحدة ولا القوى الكبرى الاخرى تريد فرض عقوبات»، مضيفاً «لا يزال بيد إيران قبول وقف التخصيب... الكرة في ملعبهم».
وسئل ماكورماك عما إذا كانت إيران أبلغت سولانا انها ستلتزم بالتعليق، فأجاب قائلاً «حسب علمي لم يفعلوا». وتابع «ما زلنا نأمل في تلقي رد ايجابي من الإيرانيين. لا أحد يريد السير في طريق العقوبات. ليس هذا خيارنا الأول. غير أننا مستعدون للسير في هذا الطريق إن كان هذا هو الباب الذي يريد الإيرانيون فتحه».
في غضون ذلك، أعلن نجاد أمس أنه لم يبق أمام بلاده سوى خطوة واحدة لـ«تسلق القمم النووية».
وقال الرئيس الإيراني، في كلمة أذاعها التلفزيون أمام مؤتمر في مدينة كرج غربي العاصمة طهران، إن «الشعب الإيراني لن يرضخ للتهديد وظلم القوى الكبرى ولن يتراجع قيد أنملة، ولم تبق إلا خطوة واحدة لتسلق القمم النووية».
وسأل نجاد، في خطابه أمام آلاف الأشخاص، «لماذا يصرّون على أن نعلّق تخصييب اليورانيوم ولو ليوم، ولماذا علينا أن نعلّق التخصيب، ولو ليوم؟»، موضحاً أن «القوى المتغطرسة تسعى إلى إفهام العالم بأن إيران وافقت على طلبها، وبهذا تريد ان تقول للعالم بأنها كانت محقة».
وأشار الرئيس الإيراني الى أن «الهدف الثاني، الذي تسعى اليه القوى المتغطرسة من وراء تجميد نشاطات إيران النووية، هو إيجاد فجوة في صفوف الشعب الإيراني في الحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية». الا انه قال «نؤيد المفاوضات والمحادثات التي تجري في إطار القانون والظروف العادلة وعلى أساس الدفاع عن الحق الواضح للأمة الإيرانية».
وندّد نجاد، من جهة أخرى، بمعلومات الديبلوماسيين الأوروبيين والصحافة الأميركية التي أشارت إلى أن لاريجاني ألمح في مفاوضاته مع سولانا الى احتمال أن تعلّق إيران مرحلياً تخصيب اليورانيوم.
على صعيد آخر، دعا رئيس الوكالة الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو أمس الى استئناف التعاون النووي مع إيران.
وقال كيريينكو، في مؤتمر صحافي عقده في موسكو، «لا أرى أي عقبة لاستئناف تعاوننا مع إيران»، موضحاً أن «بوشهر تتوافق مع كل المعايير والقوانين الدولية ولا تتعلق بمواضيع منع الانتشار النووي».
إلى ذلك، أظهر استطلاع «رويترز/ زغبي» نشر أمس أن أغلبية الأميركيين يريدون من الولايات المتحدة زيادة الجهود الديبلوماسية لمواجهة الطموحات النووية لإيران وأن 70 في المئة يعارضون استخدام القوات الأميركية في المواجهة معها.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، أ ب، يو بي آي)