غزة ــ رائد لافي
استغلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الذكرى السادسة لانطلاق الانتفاضة الثانية، لحشد التأييد الشعبي لموقفها الرافض الاعتراف بإسرائيل، وهو ما عبر عنه عشرات آلاف المتظاهرين في قطاع غزة، بعد فشل جولة المشاورات بين “حماس” ومبعوث الرئاسة روحي فتوح، وسط تواصل العدوان الإسرائيلي الذي أوقع شهيدين. وخاطب النائب عن حماس، مشير المصري، الحشود في مخيم جباليا قائلاً: “نقول كلمتنا الصريحة لكل العالم قسماً برب الكعبة لو قتلنا جميعاً عن بكرة أبينا فلن نعترف بإسرائيل”.
وانتظم عشرات آلاف “الحمساويين” في مسيرة حاشدة بعد أدائهم صلاة الجمعة الأولى من رمضان، التي تصادفت مع دخول انتفاضة الأقصى عامها السابع، ورددوا بصوت واحد: “ورب الكعبة لن نعترف بإسرائيل”. وشدد المصري، الذي يحلو لأنصار حماس وصفه بـ “الرنتيسي الصغير”، في إشارة إلى زعيم حماس الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، على “استحالة الاعتراف بإسرائيل أو التخلي عن الثوابت”، وقال: “اللهم انتقم لنا ممن ظلمنا وممن عادانا وممن أذانا وعليك بما يُسمى إسرائيل ومن اعترف بإسرائيل ومن نادانا للاعتراف بإسرائيلورأى المصري أن “خروج عشرات الآلاف في هذه المسيرة هو بمثابة استفتاء حقيقي على النهج الذي تحمله وتتبناه حركة حماس”. وقال، بنبرة غضب وتحدٍّ، إن “الحكومة الرشيدة (حكومة حماس) ستبقى في الحكم مدتها القانونية أربع سنوات”. وشن المصري هجوماً على من سماهم “البعض الفلسطيني”، ووصف بعض المستشارين “الفتحاويين” للرئيس محمود عباس بأنهم “بطانة السوء”، التي تدفعه لمواصلة انتزاع الصلاحيات من الحكومة، والسعي إلى إسقاطها وإفشالها. وحالة التصعيد في خطاب المصري تشير إلى تدهور الوضع التفاوضي بين “حماس” و”فتح” حول حكومة الوحدة الوطنية. وذكرت مصادر إعلامية فلسطينية أن روحي فتوح غادر مدينة غزة إلى رام الله، في أعقاب فشل مشاوراته مع قادة حركة «حماس».
وقال المتحدث الإعلامي باسم حركة «فتح»، ماهر مقداد، «إن مغادرة فتوح جاءت بعد تراجع حماس عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في السابق بين عباس ورئيس الحكومة إسماعيل هنية»، مشيراً إلى أن هذا الفشل أعاد الجهود الخاصة بحكومة الوحدة إلى المربع الأول».
وفي الدوحة، نفى عباس تحقيق أي «تقدم» في المفاوضات مع «حماس» لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال: «لا نستطيع القول إن هناك تقدماً في أي اتجاه». ونفى الرئيس الفلسطيني ضمناً المعلومات الصحافية التي تحدثت عن مساع قطرية لتسهيل عقد اجتماع في الدوحة بينه وبين رئيس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل. وقال: «أنا ألتقي مع رئيس وأركان الحكومة» القطرية، نافياً أيضاً معلومات أخرى عن مبادرة قطرية لـ «تليين موقف حماس».
في غضون ذلك، استشهد الشقيقان أنور حمدان (16 عاماً)، وغنام حمدان (14 عاماً)، أمس، جراء إصابتهما بصاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية، بينما كانا يلهوان على دراجتين هوائيتين، في منطقة زراعية في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. وقالت مصادر أمنية ومحلية فلسطينية إن طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخاً واحداً على الأقل في اتجاه الشقيقين أنور وغنام، وهو ما أدى إلى إصابتهما بشكل مباشر، واستشهادهما على الفور. إلى ذلك، اعلنت “كتائب شهداء الأقصى” التابعة لحركة فتح، مسؤوليتها عن قصف مستوطنة “نتيف هعتسرا” في منطقة النقب الغربي بصاروخين من نوع “أقصى 2”، محليي الصنع. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن جيش الاحتلال سيغلق الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل كامل بناء على قرار من وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيرتس اتخذه بمناسبة عيد الغفران.
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن “الاغلاق التام للأراضي الفلسطينية دخل حيز التنفيذ بعد صلاة الجمعة أمس وينتهي مساء الاثنين بعد الانتهاء من احتفالات عيد الغفران”.
وأفادت تقارير بأن قوات من الجيش الإسرائيلي اعتقلت خمسة مطلوبين ينتمون لحركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في منطقتي بيت لحم والخليل.