بول الأشقر
يتوجه أكثر من 125مليون ناخب برازيلي غداً الأحد إلى صناديق الاقتراع في انتخابات ستكون تحدياً للرئيس لويس ايناسيو لولا دا سيلفا من الدورة الأولى، إذ حافظ الرئيس، في استطلاعات للرأي، على هامش من الأصوات يجعله يتقدم على مجموع منافسيه.
إلا أن هذا الفارق أخذ يتضاءل، وخصوصاً بعد الفضيحة التي تورط فيها عدد من معاوني الرئيس، وهو ما جعل موضوع ظهور لولا في المناظرة التلفزيونية، التي نظمتها شبكة «غلوبو» أمس مسألة قد تصبح حاسمة لضمان الفوز من الدور الأول.
وبعد تردد دام طوال النهار، قرر لولا التغيّب عن المناظرة، متذرعاً بـ «مستوى العنف الكلامي الذي ميّز الحملة الانتخابية حتى الآن». وفضّل المشاركة في المهرجان الأخير لحملته الانتخابية في مدينة سان برناردو في ضاحية سان باولو.
وفي استوديو تلفزيون «غلوبو»، بقي كرسي الرئيس فارغاً، واستغل أخصامه الثلاثة المدعوون المناسبة لتوجيه جميع سهامهم وأسئلتهم إلى الغائب الحاضر، في محاولة فرض عقد دورة ثانية بعد شهر.
وكان تلفزيون «غلوبو» قد دعا الأربعة الأوائل في استطلاعات الرأي إلى المناظرة، وتحولوا بغياب الرئيس إلى ثلاثة.
أولهم، والوحيد القادر على الانتقال إلى الدورة الثانية، حاكم ولاية سان باولو، جيرالدو ألكمين: مرشح الحزب الاشتراكي الديموقراطي المعارض، الذي سيحصل، حسب استطلاعات الرأي، على نحو 35 في المئة من الأصوات. ويفتقر ألكمين إلى كاريزما خصمه، وأربكته أزمة الأمن العام التي انفجرت في ولايته قبل أشهر قليلة.
أما المرشحان الآخران، اللذان ينافسان لولا على يساره، فقد انتخبا قبل أربع سنوات على لوائح حزب لولا لمجلس الشيوخ: هيلوييزا هيلينا، التي طردت من «حزب الشغيلة» بعدما رفضت التصويت لمصلحة مشاريع الحكومة، وأسست حزباً سياسياً تحوّل في ما بعد إلى نقطة استقطاب لكل معارضي لولا داخل حزبه. ومن المرجح أن تحصل هيلينا على نحو 8 في المئة من الأصوات.
أما كريستوفان بواركي فكان وزير التربية في أول حكومة أسسها لولا بعد انتخابه. وقد ركز كل حملته الانتخابية على ضرورة القيام بـ «ثورة بواسطة التعليم». ويرجح أن ينال 2 في المئة من الأصوات مع أنه تفوق في المناظرة على الخصمين الباقيين.
هذه الصورة الموجزة عن الترجيحات الأساسية قبل المناظرة التلفزيونية، من غير المرجح أن يغيّرها غياب لولا، لأن خيارات المواطنين لم تتعدل كثيراً حتى الآن طوال الحملة الانتخابية: في شمال شرق البرازيل، يكتسح لولا جميع منافسيه ويحصل وحده على ثلثي الأصوات. في الشمال والوسط الغربي، يحصل على نصف الأصوات. في الجنوب الشرقي، منطقة ولايتي سان باولو وريو دي جانيرو، يتقدم لولا من دون الحصول على الأكثرية المطلقة، وفي الجنوب يحل ثانياً وراء ألكمين.