مضت طهران امس في تصميمها على متابعة انشطتها النووية، معلنة في الوقت نفسه استعدادها لتقديم «تكنولوجيتها» العسكرية والصناعية الى الدول الصديقة ولا سيما لبنان والعراق وأفغانستان، في وقت يزداد فيه الموقف الأميركي ليونة، في ظل إعطاء واشنطن مهلة للمحادثات بين طهران والاتحاد الاوروبي واستبعاد اي حديث عن عقوبات في الوقت الحالي.وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي «لا يوجد سبب أو منطق لتعليق النشاط النووي. لقد جرب الاجانب وأدركوا ان استخدام لغة التهديد وإحالة (ايران) الى مجلس الامن عديم الفاعلية ولا خيار سوى عقد محادثات»، وجاء هذا التصريح غداة مباحثات جرت في برلين اول من امس، ولم تصل الى اتفاق، بين كبير المفاوضين الايرانيين علي لاريجاني والممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا.
ورأى متكي أن «الموقف الاميركي في شأن الملف النووي الايراني، استناداً الى تصريحاتهم، تغيَّر، كما لم تعد اوروبا تتبع الموقف الاميركي السابق».
وذكر وزير الخارجية مجدداً، حسبما نقل التلفزيون الايراني امس، ان بلاده «لن تستخدم سلاح النفط كسلاح سياسي ولا حاجة إلى ذلك».
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أمس، أن وزراء الدول الكبرى سيجتمعون مع سولانا خلال نهاية الأسبوع للتشاور بشأن الخطوات اللاحقة المتعلقة بالملف النووي الايراني.
في غضون ذلك، أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش تأييده إعطاء الأوروبيين مزيداًً من الوقت لإقناع ايران بتعليق برنامج تخصيب اليورانيوم، لكنه أمل ان تكون المهلة «قصيرة»، وذلك في حديث نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس.
وسألت الصحيفة بوش عن المهلة المعطاة للمفاوضين الاوروبيين، فأجاب انها «قصيرة أكثر منها طويلة، للتأكد أن هذه المناقشات لا تمثل محاولة (من ايران) لكسب الوقت الى درجة نخسر أي مصلحة لنا في هذا الموضوع».
وقال بوش «تحدثت الى وزيرة الخارجية (كوندوليزا رايس) عن هذا الموضوع هذا الصباح (الخميس)، وهي توافقني الرأي على إعطاء الأوروبيين وقتاً لنرى اذا كان الايرانيون سيسيرون في الخيار الصحيح ام لا في ما يتصل بتعليق يمكن التحقق منه» لبرنامج التخصيب. وأضاف «في الوقت نفسه، تعمل (رايس) معهم للتأكد أن هذه العملية لن تستمر الى ما لا نهاية».
من ناحية أخرى، أعلن قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال رحيم صفوي أمس، أن طهران «مستعدة لتقديم تكنولوجيتها العسكرية والصناعية للدول الصديقة ووضع كل خبراتها في تصرف تلك الدول التي تطلب دعم ايران ولا سيما لبنان والعراق وافغانستان، او أي دولة صديقة، أو تريد صداقة ايران».
وأشار الجنرال صفوي الى ان «القوات المسلحة الايرانية، بالقدرات والكفاءات الذاتية لديها، قادرة على تأمين الاستقرار والأمن للمنطقة».
وأكد قائد الحرس الثوري أن ايران أصبحت قوة إقليمية، الأمر الذي «أجبر الاميركيين والأوروبيين على التراجع في ما يتعلق بحق ايران الطبيعي في امتلاك برنامج نووي للاغراض السلمية».
الى ذلك، تبنى مجلس النواب الاميركي اول من امس صيغة معدلة لمشروع قانون يهدف الى تمديد العقوبات على ايران.
وقالت النائبة الجمهورية اليانا روس ــ ليهتينن ان «هذه الصيغة الجديدة تحظى بدعم الادارة ومجلس الشيوخ وتقدم للمسؤولين الاميركيين الأدوات الضرورية لمنع ايران من الحصول على المساعدة التقنية وموارد الاسلحة النووية والشرعية السياسية اللازمة لتطوير اسلحة نووية ودعم الارهاب»، مشيرة الى ان مشروع القانون قد يقرّ قريباً.
(الأخبار، أ ف ب، أ ب، رويترز)