انعكست كلمة الرئيس السوري بشار الأسد امس على زيارة وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير إلى دمشق، التي كانت مقررة أمس؛ فقد ألغاها الوزير الألماني على اعتبار أن “الكلمة لا تساهم في مواجهة التحديات الحالية”، فيما بررت دمشق الخطوة بـ “تباين الآراء”.وقال شتاينماير، من عمان، إن خطاب الأسد يشكل “مساهمة سلبية لا تساعد بأي شكل في مواجهة التحديات الحالية واغتنام الفرص في الشرق الاوسط”. ورأى ان باستطاعة سوريا أن ترمم الثقة بينها وبين المجتمع الدولي، ”انما الشرط لذلك هو التزام من دون مواربة” لوضع حد لصراع المصالح الاقليمية بالوسائل السلمية. كما اشار الى انه يرغب بإشراك سوريا في جهود السلام في الشرق الاوسط.

وفي دمشق، قال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية إن زيارة شتاينماير الى دمشق “تم الغاؤها بناء على طلبه بسبب تباين الآراء بين الطرفين حول تقييم قرار مجلس الأمن 1701 وتداعياته على الساحة اللبنانية والتطورات الراهنة في المنطقة، وخاصة في لبنان نتيجة العدوان الاسرائيلي عليه”.
وكانت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية قالت إن وزير الخارجية الألماني سيعمل على إقناع سوريا بدعم قرار الأمم المتحدة الجديد 1701 في إطار الجهود التي تبذلها برلين لدفع دمشق إلى المساعدة في حل الأزمة في لبنان. وأبلغ مسؤول في وزارة الخارجية الألمانية الصحيفة أن شتاينماير “سيبلغ القيادة السورية أن بإمكانها توقع حوافز من دول الاتحاد الأوروبي إذا ما وافقت على أداء دور بنّاء في الأزمة الإسرائيلية ــ اللبنانية”.
وقال المسؤول: "نحن ندرك أن الحوافز تمثل طريقاً من اتجاهين يمكن أن تساعد سوريا على إنهاء عزلتها الدولية لأن الدور البناء الذي يمكن أن تؤديه في تنفيذ القرار 1701 سيكون بالغ الأهمية”. لكنه شدد على أن وزير خارجية بلاده “لن يأخذ من دمشق وعوداً ملموسة ويضعها في حقيبته، بل سيكون هناك تفاهم على أن دوراً بناءً تؤديه يمكن أن يفتح آفاقاً إيجابية أمامها”.
ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الألماني اليوم إلى مدينة جدة السعودية، في زيارة إلى المملكة تدوم ساعات يناقش خلالها مع عدد من المسؤولين السعوديين الوضع في لبنان. وقال مصدر دبلوماسي في السفارة الألمانية في الرياض إن شتاينماير سيلتقي خلال الزيارة مع ولي العهد السعودي سلطان ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل.
وأضاف المصدر أن شتاينماير سيبحث مع ولي العهد السعودي “السبل الكفيلة بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701”، إضافة إلى “مستجدات الأوضاع في المنطقة والأوضاع الإقليمية والدولية والعلاقات الثنائية بين البلدين”.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)