غزة ــ «الأخبار»
شجعت مشاهد عودة النازحين اللبنانيين إلى ديارهم بعد أن وضعت الحرب أوزارها، مئات النازحين الفلسطينيين للعودة إلى منازلهم في حي الندى، شمال قطاع غزة.
محمد السلطان (51 عاماً)، كان واحداً من عشرات النازحين الذين قرروا العودة إلى منازلهم وشققهم السكنية في حي الندى، بعد نحو شهر على النزوح القسري تحت نيران القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي. وقال السلطان، الذي يعيل أسرة مكونة من تسعة أفراد، إن «مشاهد عودة النازحين اللبنانيين إلى ديارهم بعد وقف إطلاق النار، شجعته على العودة إلى منزله بعد شهر من المعاناة والألم».
وكان السلطان وأسرته، ونحو 460 أسرة أخرى، اضطروا إلى النزوح القسري عن منازلهم في حي الندى، شمال غرب بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، إثر تهديدات إسرائيلية بتدمير الحي بذريعة استخدام مقاتلين فلسطينيين له لاطلاق الصواريخ المحلية الصنع باتجاه البلدات الإسرائيلية.
وخلال فترة النزوح، أقام السلطان وأسرته في غرفة واحدة، في مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وسط ظروف معيشية صعبة. ووقف السلطان يتأمل هوة كبيرة احدثتها قذيفة دبابة اخترقت الجهة الشمالية لشقته في الطابق الخامس لأحد الأبراج السكنية، واستقرت في إحدى الغرف، وقال بلهجة عامية بسيطة: «إللي بيشوف مصيبة غيره بتهون عليه مصيبته»، في إشارة إلى جاره محمد تايه الذي فقد ابنته الطفلة ختام، التي استشهدت قبل النزوح بأيام.
ودفع استشهاد الطفلة ختام (12 عاماً) بقذيفة دبابة في الرابع والعشرين من تموز الماضي، بينما كانت تلعب برفقة عدد من رفيقاتها في الحي، والدها إلى النزوح والإقامة في مركز الإيواء المؤقت، بعد أن كان مصراً على البقاء.
ووجد الناطق باسم الـ«أونروا» عدنان أبو حسنة، الفرصة مواتية لتذكير العالم بأن ما يحدث في غزة مشابه إلى حد كبير لما يحدث في لبنان، وإن اختلف حجم الأضرار والدمار والمعاناة.
الهدوء الذي توصل إليه المجتمع الدولي في لبنان من خلال قرار مجلس الأمن الدولي 1701، يثير المخاوف من تصاعد وتيـــــرة العنف في غزة. وبـــــحسب أبو حــــــسنة، فإن «على العالم ان يـــــبذل الجهود نفسها والاهتـــــــمام لإيقــــــاف العنف في غزة مثلما فعــــــل في لبنان».