القاهرة ــ «الأخبار»
زيارة البابا شنودة الثالث الى الولايات المتحدة مختلفة هذه المرة. فبطريرك الأقباط المصريين سيدافع عن كرسيه البابوي الذي يتأثر برياح المنافس أو الأب «مكسيموس» الذي سارع بالسفر قبله الى الولايات المتحدة في زيارة تنتهي يوم غد.
البابا شنودة، الذي تجاوز الثمانين من العمر، وصل الى اميركا متأخرا عن الموعد المحدد. والتأجيل كان بسبب احداث مطار هيثرو البريطاني، كما قال مستشاره الاعلامي. لكن تفسيرات اخرى ذهبت الى انه اراد الانتظار حتى يرى نتائج لقاءات مكسيموس مع اقباط المهجر والمهتمين بملف اقباط مصر في الادارة الاميركية.
ماكس يسعى للحصول على تأييد واضح ووعد بالضغط على صناع القرار في مصر للاعتراف بكنيسة القديس اثناسيوس الرسول، التى تعتبرها البطريركية منافسة «غير شرعية» للكرازة المرقسية التى يجلس على كرسيها شنودة منذ ما يقرب 36 عاما.
الكنيسة المصرية شنّت هجوما على ماكس بعد حصوله على تصريح بإقامة جمعية اهلية في المقطم، معتبرة ان الموافقة «مؤامرة» قامت بها الحكومة بالاشتراك مع الاميركيين، واكتملت دائرتها بإصدار بطاقة شخصية لماكس مسجل فيها «أسقفاً»، الأمر الذي يعد اعترافاً رسمياً كان من المفترض، قانوناً، ان يصدر بقرار جمهوري وموافقة من وزير الداخلية.
مشكلة الطلاق ستكون اولى رياح الخريف التي قد تجعل من كنيسة الأنبا مكسيموس الجديدة خطراً حقيقياً على وحدة الكنيسة القبطية في مصر. فكثيرون سيتجهون الى «كنيسة المقطم» للتخلص من الحياة على قائمة انتظار تصريح بالطلاق.
اميركا هى مكان معركة البحث عن الشرعية بعد ان حصل ماكس ميشيل على الترخيص الكنسي من مجمع الشتات المسيحي للارثوذكس هناك، لكن وضعها القانوني في مصر ما زال معلقا، فالحكومة لم تمنحه الموافقة، كما لم تمنع إقامة الشعائر في كنيسة المقطم التى «يؤمها الآن ما يقرب من نصف مليون قبطي». البابا شنودة يتشكك في الرقم ويقول انهم 30 ألفا فقط وهم نقطة في بحر الاقباط البالغ عددهم 10 ملايين تقريبا.
ماكس، في نظر أتباع البابا، مجرد منتقم من تجريده عام 1976 عندما كان كاهنا، لكنه، في وجهة نظر آخرين، مارتن لوثر الجديد.
غالباً ستشتعل المعركة بعد عودة البابا من زيارة قال مستشاره الاعلامي انها «دينية رعوية سيفتتح خلالها كنائس جديدة»، لكنها غالبا ضربة اخيرة للبابا المنشق، وربما تكون محاولة ابعاد بداية خريف بطريرك الاقباط.