شتاينماير: على سوريا إعادة النظر في دورها
واشنطن ــ «الأخبار»

أعرب الرئيس الأميركي جورج بوش عن شعوره بالإحباط إزاء عدم تقدير العراقيين للتضحيات التي قامت بها الولايات المتحدة في العراق، وشعوره بالحيرة «بسبب اجتذاب تظاهرة مناهضة للولايات المتحدة ــ جرت في بغداد منذ أيام ــ لعدد كبير من العراقيين دعماً لحزب الله».
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» امس أجواء اجتماع خاص، عقده بوش في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ضم نائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد وعدداً من كبار قيادات البنتاغون، إلى جانب خبراء في الشؤون العسكرية والسياسية المتعلقة بالمنطقة، الاثنين الماضي.
وقال مشاركون فى الاجتماع، حسب الصحيفة، ان «بوش حرص على تجنب التعبير عن وجهة نظر شخصية واضحة تجاه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي».
وأشار هؤلاء إلى أن بوش أعرب بشكل عام عن قلقه إزاء «عدم حدوث تقدم في العراق»، وعن «احباطه إزاء عدم قدرة الحكومة العراقية والشعب العراقي على إظهار دعم عام أكبر للمهمة الأميركية».
وفسَّر مشارك في الاجتماع تعليقات بوش بأنها نوع من «عدم اليقين تجاه فرص نجاح الحكومة العراقية الجديدة».
وأشارت «نيويورك تايمز»، في افتتاحيتها الرئيسية، الى «فشل المسار الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق»، ودعت الى تغييره، ورأت أن «الإبقاء على المسار الأميركي نفسه حتى يغادر بوش منصبه، ليس خياراً مناسباً».
من جهته، نفى البيت الابيض امس ان يكون الرئيس الاميركي «مصاباً بالإحباط»، رافضاً، مجدداً وبشدة، ان يكون العراق في حرب اهلية. وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو للصحافيين إن «رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يحظى بدعم بوش»، مضيفاً أن «الرئيس مندهش، ليس من تصميمه (المالكي) على انجاز عمله وحسب، وإنما ايضاً من الطاقة التي يوظفها لذلك». وتابع: «لا نتوقع منه ان ينجح بين يوم وآخر مع كل هذه المشاكل. لكن الرئيس يدعم بالتأكيد رئيس الوزراء المالكي».
دعا وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير سوريا امس الى «اعادة النظر في دورها» في المنطقة، وذلك غداة إلغاء زيارته الى دمشق.
وقال شتاينماير، للصحافيين في ختام لقاء مع نظيره السعودي الامير سعود الفيصل في جدة، «سيكون علينا الآن ان ننتظر اشارات من سوريا تدل على ما اذا كان هذا البلد على استعداد لاعادة النظر بالدور الذي يستعد للاضطلاع به في المستقبل».
في المقابل، قال وزير الإعلام السوري محسن بلال امس انه لا يعتبر أن بلاده معزولة، وشدّد على وحدة مسارات السلام في لبنان وسوريا وفلسطين وعلى المقاومة ما لم تعمد إسرائيل إلى إعادة الأراضي المحتلة من خلال المفاوضات. وبالنسبة إلى ربط شتاينماير إلغاء زيارته بخطاب الرئيس السوري بشار الأسد، قال بلال «هذه مشكلته».
الى ذلك، حذرت صحيفة «الثورة» السورية الرسمية امس اسرائيل من ان احتلالها هضبة الجولان «لن يستمر الى الابد»، مؤكدة ان الشعب السوري «مستعد لأن يقاتلها كما قاتلها حزب الله».
(يو بي آي، أ ف ب)