strong>لم يتّضح بعد شكل القوة الدولية المزمع تشكيلها وإرسالها إلى لبنان: ففرنسا أضافت غموضاً جديداً إلى موقفها، والدول الإسلامية تحدّت الرفض الإسرائيلي، وألمانيا لا تزال تنتظر، لكن الأكيد هو أن لا علاقة لهذه القوة، مهما كان شكلها، بنزع سلاح المقاومة.
باريس ــ بسّام الطيارة
برلين ــ غسان أبو حمد

أعلنت فرنسا أمس إرسال 200 جندي بشكل عاجل إلى لبنان، في خطوة تزيد من غموض موقفها من المشاركة الفعالة في القوة الدولية، ولا سيما بعدما أعلنت وزيرة الدفاع ميشال أليو ماري أن بلادها ستبقى على رأس هذه القوة حتى شباط المقبل، مما سمح بتسريبات عن “مشاركة رمزية” من فرنسا و“بحرية” من ألمانيا. في هذا الوقت، تحدّت ماليزيا وأندونيسيا الرفض الإسرائيلي لمشاركة دول “لا تقيم علاقات ديبلوماسية معها”، بإعلان أنهما ستشاركان في القوة الدولية، التي أكدت إيطاليا أنها لن تكون مهتمة بنزع سلاح حزب الله، الذي ذكّرت به واشنطن.


وقالت الرئاسة الفرنسية، أمس، إن فرنسا قررت إرسال 200 جندي بشكل عاجل لتعزيز قوة الأمم المتحدة المنتشرة في جنوب لبنان (يونيفيل)، مضاعفة بذلك عدد جنودها هناك إلى 400 جندي، ومشيرة إلى أنها مستعدة للإبقاء على جنودها الـ1700 المشاركين حالياً في عملية باليست قرب الشواطىء اللبنانية لدعم القوة الدولية.
وقدّم الرئيس الفرنسي جاك شيراك هذا العرض إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان خلال اتصال هاتفي أمس. وقال قصر الإليزيه، في بيان، إن شيراك «ذكر أن المهمة وقواعد الالتزام ووسائل هذه القوة لا تزال بحاجة إلى إيضاح، مثلها مثل توزيع الوحدات الذي يجب أن يعكس التزام كامل المجتمع الدولي». وتقول مصادر في باريس إن «تبايناً جديداً» ظهر بين باريس وواشنطن، مماثل للذي ظهر في المفاوضات قبل صدور القرار ١٧٠١. وتتابع هذه المصادر أن ما عرض على طاولة المفاوضات حول تأليف القوات الدولية “كان يصب في اتجاه إرسال الجنود الفرنسيين إلى المعركة» لتجريد حزب الله من سلاحه.
ولا ينفي متابعون للمفاوضات الدائرة بين نيويورك وباريس أن «فكرة عدم المساهمة بتاتاً تدرس بجدية»، وخصوصاً أن الطرف الأميركي قد ألمح لمفاوضيه أنه إذا لم تُرِد فرنسا التوافق على أهداف المهمة التي ستوكل إلى القوات الدولية، فمن الأفضل أن تتولّى دولة أخرى قيادة اليونيفيل في المرحلة المقبلة. خصوصاً أن إشارات كثيرة وصلت عن طريق المخابرات الفرنسية تحذر من «محيط غير مرحّب بالقوات الفرنسية» في ظل سياسة باريس في المنطقة منذ عامين ونصف عام.
وفي برلين، أكد وزير الدفاع الألماني فرانز ــ جوزف يونغ أن ما تستطيع ألمانيا تحقيقه بسرعة هو المشاركة في القطاع البحري، أي تأمين الأمن “بحرياً” عبر ضرب طوق أمني بواسطة الأسطول الألماني. وبرّر اختيار القوة البحرية بحجة انتشار القوات البرية والجوية الألمانية في مناطق نزاع أخرى في العالم تلبية لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وفي روما، قال وزير خارجية إيطاليا ماسيمو دي اليما، في مقابلة مع مجلة “لواسبريسو”، إنه ليس من المتوقع أن يقوم الجنود الإيطاليون، الذين سيرسلون إلى لبنان، بنزع سلاح حزب الله، بل إنّهم سيساعدون الجيش اللبناني على بسط سلطته. إلى ذلك، ورغم الرفض الإسرائيلي، قال وزير الخارجية الاندونيسي حسن ويراجودا إن قوات بلاده ستشارك في القوة الدولية. أضاف إنها سترسل خلال الأسبوعين المقبلين الى لبنان. كما أعلن وزير الدفاع الماليزي نجيب رزاق أن بلاده تريد إرسال قوات الى لبنان. وقال "ليس هناك سبب، أياً كان، يمنعنا من الخدمة في جنوب لبنان”. أضاف “سنرسل بالتأكيد قوتنا في بانتظار قرار من الأمم المتحدة”.