strong>الخلافات العربية لا تنضب، وآمال انعقاد القمة الطارئة تتبخر يوماً بعد يوم مع بروز المزيد من العراقيل امام عقدها، وهذا يعيد مشهد «التضامن»، الذي تجلى في اجتماع وزراء الخارجية في بيروت، إلى المربع الأول، إذ عاد العرب إلى الانشغال في الحسابات الضيقة، وضاع مجدّداً الأفق الجامع الأوسع.
القاهرة ــ خالد محمود رمضان

السعودية على وشك سحب دعوتها إلى القمة الطارئة، التي كان قد أعلن عنها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل. واجتماع وزراء الجارجية العرب غداً في القاهرة سيكون أساسياً لتحديد مصير هذه القمة، لا سيما أن ليبيا أعلنت رسمياً معارضتها للقمة الطارئة، ومن المرجح أن تقاطع اجتماع وزراء الخارجية.
وقال مصدر ديبلوماسي ليبي رفيع لـ«الأخبار»، إن وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم سيغيب عن اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، الذي سيخصص لدراسة مرحلة ما بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان والتحضير لقمة عربية طارئة.
ورأى المصدر نفسه أن غياب شلقم هو أمر طبيعي في ضوء إعلان ليبيا أخيراً أنها لن تشارك في القمة الاستثنائية ورفضها حضور أي قمة تعقد خارج إطار القمم العربية العادية.
الخلافات العربية
واعترفت مصادر مسؤولة في الجامعة العربية بوجود خلافات عميقة بين مؤيد ومعارض لعقد هذه القمة، مشيرة إلى أن السعودية قد تتراجع، مثلما فعلت دولة اليمن الشهر الماضي، عن محاولتها استضافة القمة العربية على أراضيها.
وكشفت المصادر أن اتساع هوة الخلافات بين الدول العربية بات يجعل من المستحيل تصوّر عقد أي قمة عربية طارئة قبل موعد القمة العادية في القاهرة خلال شهر آذار المقبل.
الموقف السوداني
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، في اتصال هاتفي مع «الأخبار» من الخرطوم، إن الرئيس السوداني عمر البشير، الذي يترأس الدورة الحالية للقمة العربية، يرى، بعد سلسلة الاتصالات والرسائل المتبادلة مع معظم القادة والزعماء العرب، أن عدم عقد القمة العربية في الوقت الراهن أفضل من عقدها.
وأوضح الديبلوماسي السوداني، أن معظم العواصم العربية ترفض عقد قمة من دون تحضير جيد أو الاتفاق المسبق على جدول أعمالها، مشيراً إلى أن بعض الأطراف العربية الوثيقة الصلة بالمصالح الأميركية وذات العلاقة مع إسرائيل، لا تريد عقد قمة تدشن رسمياً وفاة عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.
واعترف الديبلوماسي السوداني، الذى طلب عدم ذكر اسمه، بأن الوضع العربي عامة محبط للغاية ولا توجد أية دلالات على إمكان تحسينه في المستقبل القريب.
وكان اليمن قد سحب دعوته إلى عقد القمة العربية الطارئة الشهر الماضي، رغم موافقة عدد من الدول على عقدها، وهو السيناريو نفسه، الذي ستواجهه الدعوة السعودية.