strong>بوش يغازل باريس وقواته تخشى سيناريو 1983 في لبنانالمشاركة بقوات في لبنان، ليست مدرجة إطلاقاً على جدول أعمال الإدارة الأميركية، فما شهدته خلال مشاركة جنودها في إطار القوة المتعددة الجنسيات في العام 1983 كان كافياً لتعلن واشنطن عن أنها لن تتورط مجدداً، لكنها لا تنفك تحض دولاً أخرى على المشاركة لـ“دعم الاستقرار”.

واشنطن ــ محمد دلبح

أبعدت الإدارة الأميركية وزارة الدفاع عن «جهودها الخاصة بتحقيق الاستقرار في لبنان»، وأسندت المهمة إلى وزارة الخارجية، التي بدأت بإنشاء وحدة جديدة لهذا الغرض داخل «مكتب التنسيق لإعادة الإعمار والاستقرار» من أجل الإشراف على المساعدات الإنسانية. وسيقوم المكتب، الذي كان الكونغرس الأميركي قد طلب تشكيله في العام 2004، بالمساعدة في تخطــــيط وتـــنــــظيم وتنفيذ استراتيجية المساعدات الأميركية للبنان.
وقال نائب وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز إن هذا المكتب لا يزال جديداً «ونحن نتطلع حالياً إلى ما يمكن أن نعمله لجهة المساعدات الإنسانية على المدى القصير ومشروع إعادة البناء والإعمار على المدى الطويل»، مضيفاً أن الإشراف على المساعدات للبنان سيكون الأنشطة الرئيسية الأولى لهذا المكتب الذي يترأسه السفير الأميركي السابق لدى أوكرانيا جون هيربست.
ويضم المكتب ممثلين عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وسلاح الهندسة في الجيش الأميركي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وهيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية ووزارة المالية. وقال بيرنز إن الهدف من وضع المكتب تحت إشراف ديبلوماسيين أميركيين ومسؤولي برامج المساعدات الذين سيقومون بالمهام على الأرض هو تجنب استخدام القوات المسلحة الأميركية لهذا الغرض.
وقال بيرنز، في لقاء مع الصحافيين المعتمدين لدى البنتاغون، إنه ناقش مع المسؤولين في وزارة الدفاع يوم الأربعاء الماضي مهمة المكتب وتحويل مئة مليون دولار من ميزانية البنتاغون للعام الحالي لدعم أنشطته. لكنه أوضح أن من غير المعروف بعد إذا كان سيتم تحويل هذا المبلغ قبل نهاية العام المالي الحالي الذي يقع في نهاية شهر أيلول المقبل.
وتابع بيرنز: «إننا تواقون لدعم الحكومة اللبنانية وللمساعدة على إعادة بناء البلد بأسرع وقت ممكن بما يمكّن اللاجئين من العودة إلى بيوتهم». وأضاف أن الولايات المتحدة ستعمل، على المدى الطويل، مع دول أخرى ومنظمات دولية مثل البنك الدولي لتقديم مساعدات مالية لتمويل إعادة بناء البنية التحتية التي دمرت في لبنان.
وأكد بيرنز أنه لا توجد أية نية لدى الولايات المتحدة لنشر قوات عسكرية أميركية في جنوب لبنان في إطار قوة الأمم المتحدة، وقال: «بناء على تاريخ انخراطنا في ذلك البلد، فإنني أعتقد أن الأفضل لنا هو المساهمة في تقديم الدعم لإطار عمل عسكري بدلاً من وضع الجنود الأميركيين على الأرض» في لبنان، موضحاً أن طبيعة الدعم العسكري الأميركي ستُقرر عندما تُنشر القوة الدولية بقيادة فرنسا في جنوب لبنان. وقال: «لم نتعرض لأي ضغوط من أي نوع من الحلفاء الأوروبيين لإرسال قوات أميركية برية إلى لبنان».
وفي السياق، أعرب الرئيس الأميركي جورج بوش عن خيبة أمله إزاء قرار فرنسا إرسال قوة صغيرة من جنودها للمشاركة في قوة اليونيفيل، وقال للصحافيين بعد اجتماع عقده مع مستشاريه الاقتصاديين في منتجع كامب ديفيد، إنه يأمل أن ترسل فرنسا المزيد من قواتها.
وأغدق بوش المديح على باريس، قائلاً إن “هناك إشارات مختلفة تأتي من فرنسا. إننا نعمل مع فرنسا، وهي صديقة وحليفة لنا. إن لدى فرنسا مصلحة كبيرة في مستقبل لبنان”. كما أعرب بوش عن اعتقاده بأن الوقت قد حان للتعامل مع جذور المشكلة في لبنان، التي قال إنها ترتكز على“تصرف حزب الله كدولة داخل دولة”. وأضاف ان “حزب الله كان مرتاحاً جداً في الجنوب. أما من الآن فصاعداً، فسيجد نفسه مع جيش لبناني بمساعدة الأمم المتحدة ليتبين أنه سيفقد الملاذ الآمن الذي يعتقد أنه ضروري لشن هجماته”.
ورأى بوش أن “القضية أكبر من حزب الله، فهي أيضاً سوريا وإيران الدولتان اللتان تدعمانه في محاولاته لخلق ما يكفي من فوضى يمكن للآخرين استغلالها سياسياً”.