برلين ــ غسان أبو حمدرحبت القيادات الحزبية الحاكمة في المانيا بإطار المشاركة في القوة الدولية، بينما انتقدت قيادات المعارضة طبيعة هذه المشاركة وشكلها وحجمها، إلا ان الملاحظة اللافتة تجلت في أول استفتاء شعبي كشف عن أن غالبية الناخبين الألمان يرضون بمشاركة القوات العسكرية الألمانية للفصل في أي نزاع في الشرق الأوسط.ورأى رئيس كتلة الحزب الاشتراكي الديموقراطي كورت باك أن مبدأ وشكل المشاركة في إطار القوات الدولية كانت “خطوة عقلانية” يجب ان ترافقها مساعدة سياسية وإنسانية، وخصوصاً في مجال إعادة إعمار ما تهدم. واشار إلى أن عقلانية خطوة المشاركة الألمانية تتجلى في أن القوات الالمانية لن تكون على خطوط الفصل بين الجيش الإسرائيلي وقوات حزب الله.
وأشار رئيس الحزب المسيحي الديموقراطي الحاكم في مقاطعة بافاريا، إدمون شتويبر، المعروف بنهجه اليميني، إلى أن القرار الألماني الذي اتخذته المستشارة أنجيلا ميركل، القاضي بعدم نشر قوات عسكرية ألمانية برية في جنوب لبنان هو قرار مدروس وحكيم.
إلا أن أحزاب المعارضة كان لها موقف مختلف، فوصف رئيس حزب “الخضر” فريتز كون قرار الحكومة الألمانية بـ“الفوضوي” من ناحية التخطيط، حيث بدا أن الحكومة كانت مرتبكة في قرارها، بينما أبدى الرئيس الفخري للحزب الليبرالي الديموقراطي ديتريش غينشر مخاوفه من المشاركة العسكرية الألمانية، ووجه كتاباً رسمياً إلى المستشارة الألمانية يحــــــذرها مـــن مخاطر المشاركة في إطار أي مهمة في الشرق الأوسط، مشيراً إلى مخاطر وجود الجـــيــــش الألمــــاني في محاذاة الجــــيش الإســــرائــــيــــلي.
واشار استطلاع رأي، نشرته القناة التلفزيونية الثانية (زد.دي.أف)، إلى أن نسبة 58 في المئة من الشعب الألماني ترفض رفضاً قاطعاً مشاركة الجيش الألماني في إطار قوات الأمم المتحدة في الشرق الأوسط، بينما أبدت نسبة 26 في المئة تفهّمها للمشاركة في حال تأمين عدم دخولها في نزاعات مسلحة. وأيدت نسبة 13 في المئة فقط تأييداً مطلقاً قرار الحكومة الالمانية بالمشاركة بحسب الصيغة الحالية المقررة. وكان المندوب الألماني لدى الأمم المتحدة توماس ماتوسيك أعلن، خلال اجتماع في الأمم المتحدة الليلة قبل الماضية، أن بلاده وعدت بتقديم عناصر من الشرطة وضباط الجمارك وطائرات وسفن لقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان لمنع تدفق الاسلحة إلى البلاد من سوريا من طريق البر أو البحر.
وقال ماتوسيك إنه عرض تقديم عناصر يمكنها القيام بدوريات بحرية لتأمين الساحل اللبناني بأكمله وضمان عدم دخول أي اسلحة او مواد عسكرية اخرى إلى لبنان. واضاف: “قد نعرض ايضاً تقديم عناصر للقيام بدوريات برية بمحاذاة الحدود السورية”، إلا أنه اضاف أن العرض مرهون بموافقة البرلمان الالماني.