strong>يثير تكرار الرئيس الأميركي جورج بوش مطالبته فرنسا بإرسال قوات إلى لبنان ريبة الأوساط الديبلوماسية في باريس، حيث يراه الفرنسيون محاولة لتوريطهم في “المستنقع اللبناني”.
باريس ــ بسّام الطيارة

لا تنفك الصحافة الفرنسية تذكّر بهجوم العام ١٩٨٣ على مركز “دركار” في بئر حسن في بيروت، الذي تسبب بمقتل ٥٨ جندياً فرنسياً. حتى إن ضابطاً فرنسياً اعترف لصحيفة “اللوموند” بأن الجنود الفرنسيين “لا يرغبون كثيراً بالذهاب إلى لبنان”، مشيراً إلى أنه، بالاستناد إلى قواعد الاشتباك غير الواضحة في قوات الأمم المتحدة، “لا يمكن اعتراض القوات الإسرائيلية”. ووصف، في المقابل، قوات حزب الله بأنها لا يستهان بها، واستطرد: “كيف يمكننا القيام بما لم تستطع إسرائيل القيام به؟».
وتقول مصادر مطلعة إن باريس لا تريد أن ترى نفسها أسيرة الواقع اللبناني المعقد. وقد جرت تسريبات منذ نهاية الأسبوع الماضي عن “نشاط فرنسي في مباحثات مع أطراف إقليمية” بهدف “البحث عن حل ثابت” للمسألة اللبنانية بعيداً عن “توجهات الحل الأميركي الإسرائيلي” الذي يضع القضية اللبنانية في “سلة قضايا كبرى ومعقدة”. وترى باريس ضرورة جعل “السلة على قياس المنطقة لتأخذ بالاعتبار قضايا المنطقة”، في إشارة إلى بداية رفض وضع كل الأمور في “سلة محاربة الإرهاب العالمي”.
وتقول المصادر إن التردد الفرنسي هو في الواقع “رفض لما طلبت واشنطن من القوات الفرنسية القيام به: تجريد حزب الله من سلاحه بالتعاون مع الجيش اللبناني”. ويقول مقربون من الملف إن رفض فرنسا “هذه المهمة” دفع الأميركيين والإسرائيليين إلى التوجه نحو إيطاليا لحثها على تثبيت مساهمتها، ولوّحا لها بإمكان قيادة قوات اليونيفل الجديدة.
ومن المنتظر أن تصل وزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفني إلى باريس يوم غد الاربعاء، على أن تلتقي بنظيرها فيليب دو فيلبان في اليوم التالي، أي “بعد اجتماع بروكسل” المخصص لمناقشة مشاركة الاتحاد الأوروبي في القوة الدولية. ويشير البعض إلى أن زيارة ليفني تأتي في “توقيت مفصلي” يتجاوز المسألة اللبنانية؛ فهي تود الاطلاع على “نتيجة المباحثات التي قامت بين فرنسا وبعض القوى الإقليمية”، أي إيران، والتي يقال إنها فشلت في التوصل إلى نتيجة ملموسة بسبب “تباعد المواقف” ورفض واشنطن أي تراجع في المسألة النووية الإيرانية. كما يتوقع مراقبون أن تسعى ليفني لطمأنة باريس إلى رغبة إسرائيل “الجدية” في هدوء يعم على جبهتها الشمالية مع لبنان.
إلى ذلك (أ ف ب، أ ب، رويترز)، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال مؤتمر صحافي في برلين، إلى سرعة نشر قوات دولية في لبنان، واصفة الهدنة بين إسرائيل وحزب الله بأنها “هشة للغاية”. وأشار مسؤول ألماني إلى أن ميركل ستلتقي الرئيس الفرنسي جاك شيراك غداً لبحث موضوع القوة الدولية. وفي ما يتعلق بالشرط الإسرائيلي على الدول المشاركة في القوة الدولية، رأى متحدث باسم الحكومة الإندونيسية ديسرا بركايا أنه لا يحق لإسرائيل الاعتراض على مشاركة جنود إندونيسيين.
وجدد نائب رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق التأكيد على أن بلاده تأمل المشاركة في قوات حفظ السلام في لبنان. وقال إنه لا يوجد سبب واحد يستدعي استثناء ماليزيا من المشاركة، مشيراً إلى أن ماليزيا لا تعترف بإسرائيل بسبب سياستها التي تعرقل استقلال السلطة الفلسطينية.