القاهرة ــ خالد محمود رمضانفي تأكيد على أزمة العلاقات بين سوريا ومصر، شنت صحيفة «الجمهورية» المصرية أمس أعنف هجوم على دمشق حتى الآن، مذكّرة بما ارتكبه الجيش السوري في ظل النظام الحالي من «مجازر بحق اللبنانيين وبحق أبناء شعبه في الثمانينيات»، وهو ما أثار معلومات حول نية دمشق سحب سفيرها يوسف أحمد، إلا أن مصادر سورية في القاهرة نفت ذلك لـ «الأخبار».
وفي مقال افتتاحي لرئيس تحرير «الجمهورية»، كتب محمد علي إبراهيم على صدر الصفحة الأولى تحت عنوان «بيتهم من زجاج... ويقذفوننا بالطوب!»، مخاطباً السفير السوري في القاهرة، إن «الجيش المصري فعل الكثير لإنقاذكم على مر التاريخ».وأضاف: «أما جيشكم البطل الهمام حامي الديار فسجله ناصع في قتل اللبنانيين... وقتلتم الآلاف من أبناء شعبكم في حلب وحماة عندما تمردوا ضد حكم (الرئيس الراحل حافظ) الأسد الأب». وجاءت أحدث انتقادات لسوريا على خلفية خطاب السفير السوري، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الأحد الماضي، والذي أثنى فيه على «انتصار» حزب الله في الحرب مع إسرائيل، مؤكداً أنه «فعل ما لم تستطعه الجيوش العربية في تاريخها».
وقال إبراهيم: «إن السفير ورئيسه وبلده كانوا في مقاعد المتفرجين طوال الاجتياح الإسرائيلي للبنان»، مشيراً إلى أن «الرصاصات التي أطلقها السفير السوري مجاملة لرئيسه، ارتدت إلى نحره فوراً. فإذا كان يعاير الجيوش العربية بالمقاومة اللبنانية؛ فإن جيش بلاده يندرج تحت هذه الجيوش. لكن ربما يكون السفير السوري على حق، فجيش بلاده هو سبب نكبات كثيرة حاقت بالأمة العربية». وأشار إلى أن السوريين استغاثوا «بنا في أيار 1967 وزعموا أن هناك حشوداً إسرائيلية ستهاجمهم. وأرسل عبد الناصر الفريق محمد فوزي لاستطلاع الحقيقة. واعترف الرجل في مذكراته بأنه لم ير حشوداً أو جيوشاً إسرائيلية. كما أن صور الاستطلاع الجوي لم تظهر هذه الحشود... لكن شهامة عبد الناصر المعروفة دفعته لإنقاذ السوريين. وكانت النكسة التي ضاع فيها جيشان عربيان من دون حرب بسبب معلومات خاطئة». ونفت مصادر ديبلوماسية سورية ما تردد عن اعتزام السلطات السورية سحب سفيرها في القاهرة احتجاجاً على الحملة الإعلامية العنيفة التي تشنها بعض الصحف الرسمية على دمشق. وقالت المصادر لـ «الأخبار» إن يوسف لا يزال يمارس عمله في القاهرة ولم يغادرها، مشيرة إلى أن ما يجري من سجال إعلامي لن يؤثر سلباً على ما وصفته بالعلاقات التاريخية بين القاهرة ودمشق. وكان وزير الإعلام السوري قد سعى لاحتواء التوتر الراهن في علاقات بلاده مع مصر، وقال لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية إن الرئيس السوري بشار الأسد لم يكن يقصد أياً من الزعماء العرب، وتحديداً الرئيس حسني مبارك عندما تحدث عن “أنصاف الرجال”، مشدداً على عمق العلاقات الأخوية بين مصر وسوريا.