strong>الغرب يتلقى ردّ طهران بـ«حذر»... وإسرائيل تخشى صواريخها تفاعل السجال العالمي أمس على الملف النووي الإيراني، غداة رد إيران التي يبدو أنها تتجه لاستكمال قدرتها النووية في وقت أقرب مما يتصوره الغرب؛ فالذكرى الأولى لولاية الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في أواخر آب الجاري ستحمل، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الايرانية «البورز» أمس، إعلان «الولادة النووية» لإيران.
وقالت صحيفة «طهران تايمز» أمس إنه «إذا كان الغرب يسعى إلى عرقلة الصناعة النووية الإيرانية، يجب أن يعلم أن إيران قد قطعت هذه المرحلة»، علماً بأن نجاد أعلن في نيسان الماضي أن بلاده نجحت للمرة الأولى في تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.5 في المئة، لترتفع هذه النسبة لاحقاً إلى 4.8 في المئة.
وقال مسؤول في الملف النووي الإيراني، لوكالة «مهر» للأنباء أمس، إن طهران ستعلن خلال الأيام المقبلة «نجاحاً مهماً» توصل إليه علماء إيرانيون في المجال النووي. وأضاف هذا المسؤول، الذي لم تكشف الوكالة القريبة من فريق المفاوضين النوويين هويته، ان «هذا النجاح البالغ الأهمية على الصعيد العلمي توصل إليه الخبراء النوويون الإيرانيون في برامجهم البحثية»، مشيراً إلى أن «مسؤولاً إيرانياً رفيعاً سيعلن هذا النجاح... الذي سيؤكد سيطرة الجمهورية الإسلامية على مختلف قطاعات العلم النووي وسيعزز موقع إيران بصفتها دولة نووية».
ورأى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي أمس أن الرد الذي قدمته بلاده لسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا، ولم يكشف عن مضمونه، «يحمل إشارات إيجابية وواضحة للغاية». وقال آصفي إنه «إذا أولت الدول الأوروبية والذين عرضوا المقترحات اهتمامهم بدقة لكل الإشارات الإيجابية والواضحة التي يتضمنها رد إيران، فإن الملف النووي سيحلّ ببساطة عن طريق المفاوضات وبعيداً عن التوتر».
وأشار المتحدث الايراني إلى أن الردّّ «يُعدُّ شاملاً وكاملاً للغاية ويضم وجهات نظر ومواقف وأسئلة إيران عن كيفية مواصلة العمل والمباحثات مع الأطراف المتقدمة بالمقترحات»، مضيفاً «هذا الردّ يمثل حسن نياتنا».
وأشار رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي إلى أنه بما أن الرد كان «إيجابياً ومنطقياً، فإن الطرف الآخر يجب أن يكون رده إيجابياً أيضاً». ورأى بروجردي أن «المنطق يقتضي بأن يتجسد رد مجموعة 5+1 على الرد بالإعلان عن الاستعداد للحوار والمباحثات للوصول إلى تفاهم مع إيران».
وساد الحذر في الردود العالمية أمس، وخاصة في واشنطن، حيث رأت وزارة الخارجية الأميركية أن الرد الإيراني «لا يلبي» شروط الأمم المتحدة لتجنب العقوبات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية غونزالو غاليغوس: «نرى أن إيران تحسب أن ردها يشكل عرضاً جدياً وسنقوم بدرسه... لكن الرد لا يلبي رغم ذلك الشروط التي وضعها مجلس الأمن الذي يطالب بتعليق كامل، يمكن التحقق منه، لعملية تخصيب اليورانيوم». وأوضح أن الولايات المتحدة تجري مشاورات مع أعضاء في مجلس الأمن في كيفية الرد على الرد الإيراني.
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي امس، في رد فعل على عرض طهران التفاوض، إن إجراء مفاوضات يظل مشروطاً بـ«تعليق» طهران المسبق لتخصيب اليورانيوم، مضيفاً: «علينا التحرك بحزم في الملف النووي الايراني».
أما برلين، فأعلنت، على لسان المتحدث باسم وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينمر، أنها تقوم «بتحليل دقيق ومفصل» لرد ايران الذي جاء في «وثيقة معقَّدة».
وفي بكين، ذكرت مصادر في وزارة الخارجية امس ان الصين تعتقد ان التسوية السلمية عبر المحادثات الديبلوماسية هي الخيار الأفضل لتسوية المسألة النووية الإيرانية.
ولم يختلف موقف بكين عن موقف موسكو التي اعلنت استعدادها «لإجراء اتصالات مع الأطراف كافة للتوصل لتسوية من خلال التفاوض» لحسم الملف النووي الايراني. وحث المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين المجتمع الدولي على البحث عن عناصر ايجابية في النزاع بين طهران والغرب. وقال: «من المهم للغاية فهم الفروق الدقيقة وادراك العناصر البناءة ــ إن وجدت في الحقيقةــ وتحديد كيفية مواصلة العمل مع طهران».
على صعيد آخر، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس أن إسرائيل تخشى هجوماً صاروخياً إيرانياً على أراضيها في حال تعرض إيران لهجوم عسكري أميركي.
وصرّح اختصاصي أمني إسرائيلي للصحيفة بأنه «من الممكن أن تؤدي المراوغات الديبلوماسية الإيرانية نهاية إلى استعداد إيراني تام، وفي هذه الحالة قد تقف إسرائيل أمام تهديد خطير».
وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أنَّ الإيرانيين «أقاموا شركات في أوروبا تساعدهم على اقتناء مركبات تكنولوجية للبرنامج النووي، للصواريخ الطويلة المدى». كما جاء في ملف الاستخبارات الأميركية، حسب الصحيفة، أنَّ «الإيرانيين طوروا رأساً نووياً لصاروخ شهاب ــ3 الذي يملكونه».
(أ ف ب, أب, رويترز, يو بي آي)