أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع قناة «دبي» الفضائية أمس، رفضه نشر قوات دولية على الحدود بين لبنان وسوريا، معتبراً ذلك عملاً «عدائياً».وكان واضحاً أن الأسد خفف لهجته تجاه الأنظمة العربية و»الأكثرية» في لبنان، التي سبق أن وصفها بالمنتج الإسرائيلي، فأشار أمس إلى أنه «لم يقصد كل الأكثرية»، كما حرص على الإشارة إلى اتصالات مع الدول العربية، ولا سيما مصر والسعودية، من دون أن ينكر وجود «تباين» في المواقف.
ووصف الأسد الحرب الاسرائيلية على لبنان بأنها «كانت حرباً فى جانب كبير منها أميركية». وعن مقولة الشرق الاوسط الجديد، قال «ما أثبتته التجارب خلال السنوات الاخيرة انه لا يمكن أن يكون هناك شرق أوسط إلا كما يريده أبناء الشرق الاوسط».
واعتبر الأسد «انتصار المقاومة، انتصاراً للبنان». لكنه رأى أنه «يحق لكل الدول العربية أن تفرح بهذا الانتصار وأن تحقق شيئاً لمصلحتها. قد يكون هناك انتصار غير مباشر للدول العربية.. أما الانتصار المباشر.. فلا أحد يستطيع أن يشارك اللبنانيين فيه». ورفض الافتراض بأن «ما يحصل في لبنان إنما يحصل بتكليف من دول عربية». ورأى أن الولايات المتحدة وإسرائيل «تمادتا في العدوان على لبنان نتيجة الموقف العربي أو الوضع العربي أو التفكك العربي».
وحول خطابه الاخير عن الغالبية النيابية اللبنانية، قال الأسد «كنت أوجه خطابي للشعب السوري ونحن الآن في مفصل كبير جداً. وفي هذه الحالة لا أستطيع أن أتكلم كلاماً دبلوماسياً». وأوضح «عندما قلت جماعة إسرائيل لم أقصد تحديداً الأكثرية. هناك من ينطبق عليه هذا القول وهناك من لا ينطبق عليه ذلك. على سبيل المثال كان وزير الخارجية السوري في زيارة للبنان منذ أسابيع قليلة خلال الحرب والتقى رئيس الحكومة وهو من الأكثرية. لذلك قصدت بهذا التيار بعض الرموز المعروفة وجزء منها له تاريخياً علاقة بإسرائيل منذ الغزو الإسرائيلي للبنان». وأضاف «البعض الآخر بدأ بالتعامل مع الموقف الإسرائيلي لا مع إسرائيل بالضرورة».
ورداً على سؤال عما إذا كان يعتقد بأن العلاقات يمكن أن تتطور إيجابياً بين سوريا والأكثرية، قال الأسد «حاولنا كثيراً أن نغض النظر عن كل ما حصل سابقاً تجاه سوريا، وخاصة في موضوع التحقيق بمقتل (الرئيس الراحل رفيق) الحريري. هذه المجموعة لم توفر فرصة لكي تضرب سوريا بشكل مباشر من خلال التحقيق أو غيره».
وعن امكانية تحسن العلاقة بين لبنان وسوريا، قال الأسد «طبعاً ممكن، لكن بشرط أن تكون الأمور واضحة وأن تكون الطروحات صادقة من دون استخدام لغتين ومن دون وضع أقنعة على الوجه». وأضاف «هم يربطون الموضوع بالتحقيق.. فإذاً حتى ينتهي التحقيق، لن تكون هناك علاقات جيدة بكل وضوح».
وحول مخاوفه من اندلاع حرب أهلية في لبنان، قال الأسد «نتمنى ألا يحصل هذا الشيء، لأن سوريا دفعت ثمناً غالياً من أجل وقف الحرب الأهلية في السابق. فعندما تحصل هذه الحرب الأهلية سنشعر بأننا دفعنا ثمناً مقابل لا شيء». لكنه أشار إلى أنه «لا يمكن أن يستقر بلد ما دامت الأوامر تأتي من خارج الحدود».
وحول مزارع شبعا، رفض الأسد ترسيم الحدود في وجود الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الأولوية لإزالة الاحتلال، إلا أنه ذكّر بمقولة سابقة له بأنها لبنانية. وحول موضوع نشر قوات الأمم المتحدة اليونيفيل على الحدود اللبنانية السورية، قال الأسد «هذا يعني خلق حالة عداء بين سوريا ولبنان. وينفي سيادة لبنان.. لا توجد دولة في العالم تقبل أن تضع على منافذها الحدودية جنوداً من خارج جنسيتها، إلا إذا كانت هناك حرب مع دولة أخرى، كما هي الحال في الجولان أو الحال في جنوب لبنان».
ولم يستبعد الأسد نشوء مقاومة في الجولان السوري المحتل، مشيرا إلى أن «الشعب هو الذي يقرر». وتابع «أقول إذا لم يحقق السلام عودة الحقوق فهذا هو الخيار الطبيعي والبديهي.. والأمور ستذهب بهذا الاتجاه شئنا أو أبينا».
وعن العلاقة مع الدول العربية بعد خطابه الأخير، وتأثير حملات الصحف على العلاقة مع مصر والسعودية والأردن، قال الأسد «هذه الدول أخذت موقفاً ولكن كان يختلف عن موقفنا، لكن أنا تحدثت عمن لا يأخذ موقفاً على الإطلاق ومن يأتي لاحقاً. وأنا عندما أتحدث في خطاباتي، أتحدث عن عموميات، عن مبادئ نرفضها أو نقبلها.. ونحدد بوضوح ما نقبل وما نرفض. أما عندما أريد أن أتحدث فأنا لست بحاجة إلى التلميح». وأشار إلى اتصالات بين مصر والسعودية على مستوى السفراء، إلا أنه لم يشر إلى احتواء التباين في المواقف.
(سانا)