طهران تشترط ضمانات قبل التفاوض وتستعدّ للعقوبات وباريس تدعو إلى الحوار وتعلن عن «اتصالات تقنية»تمضي ايران في طريق استكمال قدرتها النووية، وسط تراجع ملحوظ في نبرة التصريحات الغربية تجاهها، بالرغم من تواصل الانتقادات والاستنكارات للرد الايراني على مجموعة حوافز الدول الكبرى.
وأعلنت طهران مجدّداً امس، على لسان المتحدث باسم الحكومة غلام حسين الهام، أنها «حققت تقدماً» في المجال النووي وتوصلت الى «نجاحات علمية مهمة ستعلن قريباً».
وفي موازاة المضي في برنامجها النووي، تحافظ ايران على سبيل المفاوضات، إذ اعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينمر في بروكسل أمس، أن طهران «تريد ضمانات بأنها لن تواجه عقوبات قبل أن تكون جاهزة لمفاوضات جديدة»، وقال إن هذا الشرط غير مقبول.
وفي المواقف الغربية، تراجع الموقف الفرنسي من خلال إظهار «الحرص» على عدم الدخول في «صدام حضارات» بسبب المواجهة مع ايران. فقد دعا وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي الى التحاور مع طهران، وقال: «اسوأ ما يمكن ان يحصل هو تصعيد المواجهة بين ايران والعالم الاسلامي من جهة والغرب من جهة اخرى. سيكون ذلك صدام الحضارات الذي تبدو فرنسا، عملياً، الوحيدة اليوم التي في وسعها تجنّبه».
وقال دوست بلازي، في مقابلة اجرتها معه اذاعة «أر تي أل» الفرنسية: «أنطلق من مبدأ وجوب التحاور مع الايرانيين ومدّ اليد»، بالرغم من قوله إن الرد الايراني على عرض دول «5+1» (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا) في مقابل تعليق تخصيب اليورانيوم، الذي قدمته الثلاثاء الماضي، «ليس مرضياًوأشار الوزير الفرنسي الى أن «الرد جاء في وثيقة من 21 صفحة مفصلة جداً ومعقدة جداً، نقوم حالياً بدرسها مع شركائنا الاوروبيين والروس والصينيين». وأضاف «بصراحة، يقولون إنهم يريدون مفاوضات ويرفضون في الوقت نفسه التعليق. غير أن القرار 1696 يلزمهم بتعليق كل نشاطات تخصيب اليورانيوم قبل 31 آب».
من ناحية أخرى، ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية امس أن «اتصالات تقنية» قد تجرى في الايام المقبلة بين الدول الكبرى وطهران بهدف «توضيح بعض جوانب الملف الذي سلّمه الايرانيون».
بدوره، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، في مؤتمر صحافي بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل: «اجريت اتصالين عبر الهاتف مع الدكتور (علي) لاريجاني. أتوقع إجراء محادثات اخرى في الايام المقبلة بغية الحصول على توضيح ومعرفة كيف يمكننا دفع العملية قدماً».
أما موسكو، فحافظت على موقفها المعتاد، مستبعدة اي حديث عن فرض عقوبات على ايران. ونقلت وكالة «نوفوستي» عن نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف قوله للصحافيين، تعليقاً على الرد الإيراني: «في كل الأحوال سنظل ندعو إلى إيجاد تسوية سياسية ديبلوماسية مع التزام كامل وصارم بنظام منع الانتشار النووي».
ورأى المندوب البريطاني لدى الامم المتحدة ايمير جونز باري، أن الرد الايراني «غير مناسب». وقال جونز باري للصحافيين: «تعمل عواصمنا على إعداد ردّنا على الجواب غير المناسب الذي تلقّيناه من ايران». وأضاف «يجب ان نأخذ ما تلقيناه من ايران بالحساب وبعناية، لكن يبدو واضحاً أن الرد هو دون توقعات مجلس الامن».
إلى ذلك، أعلن رئيس المصرف المركزي الايراني ابراهيم شيباني لوكالة «مهر» الايرانية، أن طهران اتخذت التدابير المالية اللازمة لمواجهة العقوبات الاقتصادية التي يمكن أن تُفرض عليها».
وحذَّر إمام طهران أحمد خاتمي في صلاة الجمعة امس، مجلس الأمن من اتخاذ «قرار متسرع» في شأن الأزمة النووية الإيرانية، داعياً روسيا والصين إلى «عدم الوقوع في الفخ الذي نصبته أميركا».
وأعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الإيراني العميد رحيم موسوي، عن تنفيذ القوة البحرية التابعة للجيش مرحلة أخرى من مناورات «ضربة ذو الفقار» في مياه الخليج وبحر عمان أمس.
( أ ف ب، أ ب، رويترز، يوبي أي)