لم يلغ قرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المشاركة في القوة الدولية في لبنان، الغموض الذي يحيط بهذه المساهمة أو بموعدها، ما دامت دول أساسية تحجم عن تحديد جدول زمني واضح لإرسال جنودها، وهذا يبقي تاريخ استكمال انتشار هذه القوة مجهولاً.برلين ــ غسان أبو حمد
باريس ــ بسام الطيارة
بعد تردّد وتريث، حزمت ألمانيا رسمياً أمرها وقررت الدخول مجدّداً في “مستنقع” أزمات الشرق الأوسط والمشاركة في قوات الطوارئ الدولية المتوجهة إلى لبنان بأكثر من 1200 جندي “بحراً” لتصبح بذلك ثالث دولة أوروبية من حيث حجم المشاركة، فيما أعلنت فرنسا أنها لن ترسل كل القوات التي وعدت بها في وقت قريب، وهو ما أعلنته أيضاً إيطاليا، التي جدد وزير خارجيتها ماسيمو داليما التأكيد على أن القوات الإيطالية لن تشارك في نزع سلاح حزب الله.
وأكّد وزير الدفاع الألماني فرانك جوزف يونغ لصحيفة “فرانكفورتر الألماينه” أن جنود البحرية الألمانيين لديهم صلاحية توقيف أي قارب مشبوه حتى من دون العودة إلى قبطان القوة البحرية.
وفي باريس، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال أليو ماري، إن الكتيبة الفرنسية الأولى ستنطلق خلال ٢٠ يوماً لتصل بعد خمسة أيام إلى لبنان. وامتنعت مصادر مقربة من وزارة الدفاع الفرنسية عن تحديد موعد وصول الكتيبة الثانية التي لا يتوقع إرسالها قبل “أسابيع عدة بعد انطلاق الأولى”. وبرّرت المصادر هذا التأخير بضرورة “اختيار العناصر الملائمة للمهمة”.
وقد تأكّد أن الـ١٧٠٠ جندي فرنسي التابعين لعملية “باليست” سيبقون مرابطين على أربع سفن حربية في مقابل السواحل اللبنانية للضرورات اللوجيستية و“لتأمين حماية عن بعد للجنود الفرنسيين وقوات اليونيفيل”. وينتظر أن تتكفل القوات الجوية الفرنسية بتأمين كل وسائل الدعم اللوجيستي المتعلقة بالجيش الفرنسي المندمج في القوات الدولية “بين فرنسا ولبـنان وفي لبنان أيضاً”.
وكانت أليو ماري قد فسرت، في لقاء مع صحيفة “وول ستريت جورنال”، نوعية الضمانات التي تلقّتها فرنسا بشأن قواعد الاشتباك. وقالت إن للقوات الدولية “حق إطلاق النار في حالات تتجاوز حالة الدفاع عن النفس”، فعلى سبيل المثال تستطيع هذه القوة “إطلاق النار على رجال حزب الله إذا اعترضوا طريق إحدى القوافل الدولية حتى إذا كان الاعتراض لا يمثّل هجوماً مباشراً”.
كما سخرت الوزيرة على صفحات الصحيفة النيويوركية من “التهكم والتعليقات التي تتحدث في الصحافة الأميركية عن مرحلة التردد وضعف فرنسا” ووصفتها بأنها عديمة القيمة لأن مصدرها “مواطنو دولة (الولايات المتحدة) لا جنود لها على الأرض في لبنان وأعلنت عزمها على ألّا ترسل أي جندي إلى هناك”.
وفي روما (ا ف ب)، قال مصدر في وزارة الدفاع الايطالية إن بلاده سترسل طليعة من جنودها تراوح بين 800 و1000 جندي إلى لبنان غداً الثلاثاء للانضمام إلى الـ “يونيفيل”.
وقال ماسيمو داليما، من جهته، لمجلة “تايم”، إن حزب الله “جزء مهم من المجتمع اللبناني، وإن هدف قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة ليس تدمير حزب الله”. وأضاف أن قوات حفظ السلام سترسل إلى لبنان لتعزيز الحكومة الديموقراطية اللبنانية. ورأى أن “العالم العربي عند مفترق طرق مع مواجهة قوى الديموقراطية للأصولية الدينية العنيفة”. وتابع: “نأمل أن يتحول حزب الله الى حركة سياسية مشروعة، ولكنه اذا اراد الآن استئناف العمليات العسكرية، فإنه يعرف أن عليه أن يواجه المجتمع الدولي”.