أوتاوا ــ زياد نجار
كندا هي واحدة من ست دول تصنِّف حزب الله كـ«منظمة إرهابية». فإلى جانب إسرائيل، تتشارك كندا مع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وأوستراليا وهولندا في هذا التصنيف، علماً أن بريطانيا وأوستراليا يصنّفان جناح الأمن الخارجي لحزب الله فقط كـ«منظمة إرهابية»، لا الحزب بالكامل.
وأدرج حزب الله في التصنيف الكندي لـ«المنظمات» الإرهابية في 11 كانون الأول 2002. ويرد في الفقرة حول حزب الله ان «الهدف النهائي لحزب الله هو إقامة أوتوقراطية إسلامية شيعية راديكالية في لبنان».
ويتهم الحزب، بحسب التصنيف، بالقيام «بخطف وحجز أهداف غربية وإسرائيلية/ يهودية في إسرائيل، غربي أوروبا وأميركا الجنوبية».
تجدر الإشارة إلى أن هذا التصنيف سابق لحكومة المحافظين الحالية، التي أظهرت انحيازاً كاملاً لمصلحة إسرائيل أثناء الأحداث الأخيرة، فقد تم في عهد حكومة جان كريتيان الليبرالية.
ويعود الحديث في كندا حالياً عن تصنيف الحزب على لائحة «المنظمات الإرهابية» بعدما قام وفد نيابي كندي مؤلف من ثلاثة نواب يمثلون أحزاب المعارضة الثلاثة، الليبراليين والديموقراطيين الجدد والكتلة الكيبكية، بزيارة للبنان عقب إعلان وقف إطلاق النار، وذلك في غياب ممثل عن الحزب الكندي الرابع، أي حزب المحافظين الحاكم، الأمر الذي عزاه منظمو الزيارة في المجلس الوطني للعلاقات الكندية ــ اللبنانية إلى تدخل رئيس الوزراء ستيفن هاربر لمنع مشاركة
ممثل عن حزبه.
وعلى أثر جولة النواب الثلاثة، وهم النائبة عن الكتلة الكيبكية، اللبنانية الأصل، ماريا موراني والليبرالي بوريس فرزينفسكي والنيو ديموقراطية بغي ناش، خرج الثلاثة بانطباع قوي مفاده ضرورة التحاور مع حزب الله، وهو ما أوحى بالدعوة إلى إعادة النظر في تصنيف أوتاوا حيال الحزب.
وأدلى النواب الثلاثة بتصريحات تدعو إلى حوار عاجل مع الحزب، معربين عن نيتهم طرح الموضوع عند عودتهم إلى كندا. الا ان ما اكتشفه النواب الثلاثة خلال جولتهم الميدانية في لبنان من حقيقة تمثيل حزب الله وحضوره القوي في النسيج اللبناني وطبيعة علاقاته السياسية والاجتماعية بتأكيد من مختلف القوى اللبنانية، لم يشاركهم فيه رؤساء أحزابهم في كندا، الذين سارعوا إلى التأكيد على ثبات موقفهم من حزب الله كحزب «إرهابي». فصدرت تصريحات عن رؤساء الأحزاب الثلاثة تؤكد أن لا تغيير في النظرة إلى حزب الله وهي بذلك تلاقت في الموقف مع الحزب الحاكم وإن كانت من ناحية أخرى تنتقد المحافظين بشدة بسبب انحيازهم المعلن لإسرائيل.
وواجه النواب سيلاً من الانتقادات في كندا. ويبدو أن البحث بوضعية حزب الله أقفل بعدما أعيد طرح الموضوع سياسياً وإعلامياً. وقوبلت التصريحات بسلبية مطلقة، بل إن حزب المحافظين انتقل إلى الهجوم، داعياً رؤساء الأحزاب الأخرى إلى موقف أكثر صرامة من تصريحات نوابهم. وبينما حمل وزير الأشغال العامة ميكايل فورتيه على حزب الله مشبّهاً إياه بـ«عصابات الشوارع» ورافض فكرة الحوار، حمل السكرتير جايسون كيني على قادة أحزاب المعارضة، مذكّراً إياهم بأن «هناك حزباً ديموقراطياً آخر شكّل جزءاً من الحكومة في ألمانيا في الثلاثينيات وقدم خدمات اجتماعية، وكما حزب الله، كان مكرساً لكره اليهود» في إشارة إلى النازيين، داعياً إلى إقالة عضو الوفد النائب فرزينفسكي من منصبه كمساعد الناطق باسم الحزب الليبرالي للشؤون الخارجية، وهي دعوة لاقاه فيها عدد من النواب الليبراليين.
وهذا ما دفع فرزينفسكي إلى إعادة تصويب موقفه، موضحاً أنه دعا إلى محاورة الحزب وليس إلى شطبه عن لائحة «المنظمات الإرهابية». إلا أن الأمر لم ينته عند هذا الحد، فقد قدم فرزينفسكي استقالته الأربعاء الماضي. وقال رئيس الحزب الليبرالي بيل غراهام «لقد شرح لي ما حصل وقدم لي استقالته ولقد قبلتها»، معتبراًَ أن هذه القضية أغلقت.