نجحت الحكومة الفلسطينية أمس في تأمين الإفراج عن صحافيي “فوكس نيوز” الأميركية، اللذين كانا قد ظهرا في شريط مصور قبل ساعات من إطلاقهما، ليعلنا إشهار إسلامهما، إشهاراً عادا وتراجعا عنه، مدعيين أنهما “أرغما على ذلك”، في وقت واصلت فيه قوات الاحتلال اعتداءاتها التي قتلت ثلاثة فلسطينيين وأصابت آخرين بجروح، بينهم صحافي في وكالة “رويترز” استهدفت طائرات إسرائيلية سيارته.وأنزلت سيارة مجهولة الصحافيين الاميركي ستيف سينتاني (60 عاماً) والمصور النيوزيلندي المولد اولاف ويج (36 عاماً) قرب احد الفنادق القريبة من شاطئ بحر غزة. وأعرب الصحافيان العاملان لحساب قناة “فوكس نيوز” الاميركية عن الامل بألّا يثني ما حصل لهما بقية الصحافيين عن القدوم الى الاراضي الفلسطينية.
وقال سنتاني لشبكة “سي ان ان” الاميركية إنه وزميله "أُجبرا من خاطفيهما على إشهار اسلامهما تحت تهديد السلاح”. وأضاف: “أحترم الاسلام كثيراً لكننا أُجبرنا على ذلك لأنهم كانوا مسلحين ولم نكن على علم بما يحصل”. ودعا ويج زعماء الغرب إلى التوقف عن “الاختباء خلف أسطورة: لا أتفاوض مع الإرهابيين”. وروى ظروف خطفه مع زميله اولاف فيغ، موضحاً أنهما احتُجزا في مرأب بعدما اقتيدا اليه مقيّدي الأيدي، ومنعا من ان يتحدث احدهما الى الآخر.
ورغم شبهة تنظيم “القاعدة” التي تحوم على المجموعة التي نفّذت الاختطاف، وتطلق على نفسها اسم “كتائب الجهاد المقدس”، قال رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية “لا أعتقد أن للخاطفين علاقة بالقاعدة”. واستشهد 3 فلسطينيين في غزة وأصيبت سبعة آخرون، بينهم صحافيان، في ضربة جوية استهدفت سيارة تابعة لـ“رويترز”.
وقال مايكل لورانس مدير التحرير في “رويترز” لشؤون أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: “إننا قلقون للغاية من هذا الهجوم على سيارة عليها علامات مميزة تدل على صحافيين كانوا يؤدون وظيفتهم في تغطية الخبر من غزة”.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال النائب عن حركة المقاومة الاسلامية (حماس) محمود مصلح من منزله في بلدة البيرة المحاذية لرام الله.
ومدّدت محكمة عسكرية اسرائيلية أمس اعتقال امين سر المجلس التشريعي الفلسطيني محمود الرمحي مدة خمسة عشر يوماً الى حين تقديم لائحة اتهام بحقه.
من جهة ثانية، هاجم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، إسماعيل هنية بشدّة، ووصف حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي أعلنت مركزية حركة “فتح” أخيرا موافقتها عليها بـ “الأكذوبة والملهاة”. وقال عبد ربه، في مؤتمر صحافي عقد في رام الله: “نحن لسنا في مرحلة كسابقاتها، فلعبة التكاذب يجب أن تنتهي، ولعبة خداع الرأي العام في الخطب الأسبوعية يجب أن تتوقف”.
(أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)