استبقت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية جنداي فريزر اجتماع مجلس الأمن الدولي المقرر اليوم لبحث قضية دارفور، محاولةً إقناع الحكومة السودانية بالموافقة على إرسال قوات دولية إلى الإقليم، الذي طالبت الخرطوم مهلة ستة أشهر لتأمين الاستقرار فيه.غير أن الطلب السوداني قد لا يلقى آذاناً صاغية من الدول الكبرى، التي تجتمع اليوم لبحث مشروعي قرارين، يتضمن كل منهما إرسال قوات دولية إلى دارفور، بغض النظر عن موقف الخرطوم، التي أعلنت مراراً، وعلى لسان الرئيس عمر البشير، أنها ستقاوم هذه القوات.
وعبّر عشرات المتظاهرين، أمس، عن موقف الخرطوم، خلال استقبالهم فريزر لدى وصولها إلى المطار. وقالت المسؤولة الأميركية إن “الرسالة التي نقلتها الى البشير تؤكد ما قاله الرئيس الأميركي جورج بوش مراراً وهو ضرورة وضع حد لمعاناة سكان دارفور”. ودعت الى نشر قوات “لها شرعية دولية” لتساعد على تطبيق معاهدة السلام حول دارفور، والتي أبرمت في أبوجا في أيار الماضي بين فصيل في حركة تحرير السودان والحكومة السودانية.
وعقدت فريزر اجتماعات منفصلة مع مستشار الرئيس، مجذوب الخليفة، الذي رأس وفد الحكومة في مفاوضات أبوجا مع متمردي دارفور، ومع مستشار الرئيس للشؤون الخارجية مصطفى عثمان، ووزير الخارجية لام أكول. ورفضت فريزر الإدلاء بتصريح للصحافيين عقب اجتماعاتها مع المسؤولين السودانيين بانتظار اجتماعها اليوم مع البشير لتسليمه رسالة بوش.
لكن إسماعيل قال للصحافيين إنهم أكدوا لفريزر رفض الحكومة نقل ولاية القوات الأفريقية في دارفور إلى الأمم المتحدة. أضاف إنهم طلبوا من فريزر أن تنقل ثلاثة مطالب إلى الإدارة الأميركية تضمن منح الحكومة مهلة ستة أشهر لتنفيذ خطتها بنشر 10500 جندي في دارفور لإعادة الأمن والاستقرار للإقليم.
ويدعو المطلب الثاني إلى منح رئيس حركة تحرير السودان مني مناوي، الذي عين في منصب كبير مساعدي الرئيس ورئيس السلطة التنفيذية لإقليم دارفور، مهلة ستة أشهر لتنفيذ اتفاقية السلام التي وقعها مع الحكومة في أبوجا. ويدعو المطلب السوداني الثالث إلى تعزيز قوات الاتحاد الأفريقي الموجودة في دارفور ويفوق تعدادها سبعة آلاف جندي بما يمكنها من مراقبة وقف النار بصورة فعّالة.
وفي إطار التحركات الديبلوماسية، توجه أكول إلى العاصمة الغانية، أكرا، حاملاً رسالة من البشير إلى نظيره الغاني جون كوفور بشأن مسألة نشر قوات دولية في دارفور. وقال مصدر ديبلوماسي لـ“يونايتد برس انترناشيونال” إن رسالة البشير لكوفور تطلب تدخله لإقناع رئاسة مجلس الأمن بتأجيل الجلسة.
وحذرت منظمة العفو الدولية، في بيان لها، من أن استمرار وصول القوات الحكومية السودانية الى منطقة دارفور قد يؤدي الى “كارثة إنسانية في المستقبل القريب”.
إلى ذلك، وجّهت إلى مراسل صحيفة “شيكاغو تريبيون” الأميركية بول سالوبيك، الحائز على جائزة بوليتز مرتين، تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة في السودان ودخول الدولة الأفريقية من دون تأشيرة سفر.
وذكرت صحيفة “شيكاغو تريبيون” أن سالوبيك كان في إجازة إدارية من الصحيفة وتوجه إلى السودان لإجراء تحقيق خاص عن منطقة الساحل لصالح شبكة “ناشونال جيوغرافيك”. وإلى جانب تهمة التجسس، وجهت إلى سالوبيك تهمة تسريب معلومات ونشر “أنباء كاذبة”.