عمّان ــ “الأخبار”
لم توفر الحكومة الأردنية وسيلة للدفاع عن إجراءات تفتيش الطائرات المتوجهة إلى لبنان، بطلب من إسرائيل، حسبما يفيد المسؤولون اللبنانيون.
فقد شدد المتحدث باسم الحكومة الأردنية ناصر جودة أمس، على أن الإجراءات التي تتخذها عمان جاءت “استجابة لطلب لبنان”، نافياً أن تكون الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) تتولى عمليات التفتيش، من دون أن ينكر أن الإجراءات تُنفّذ بناء على شروط إسرائيلية لرفع الحصار عن لبنان.
وقال جودة، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، "إن إجراءات تفتيش الطائرات اللبنانية على أراضي مطار الملكة علياء الدولي أردنية بالكامل”. ووصف متهمي الأردن بـ“مناضلي الفضائيات وجنرالات الاستوديوهات”، موضحاً أن “العملية ليست عملية تفتيش الطائرات، انما هناك هبوط للطائرات في محطة قبل وصولها بيروت ومحطة عند مغادرتها بيروت”. واستهجن “الضجة الاعلامية” التي اثيرت حول هبوط الطائرات المتجهة الى لبنان في الأردن. وقال جودة إن “الموقف الأردني يتمثل في الاستجابة لمتطلبات الحكومة اللبنانية واحتياجاتها، بصرف النظر عن الموقف السياسي”. إلا أنه لم يخف “وجود إجراءات فنية معينة، بينها تفتيش الطائرات بالتنسيق مع جهات مختصة في لبنان لتجاوز الحصار المفروض”. وأشار إلى أن “الموضوع ليس سرّاً، وهي إجراءات طبيعية”، معتبراً أنها “إجراءات سيادية تتخذها اي دولة”. وأضاف “حتى لو انطلقت الطائرات من بيروت فإنها ستُفتش لدواع أمنية”، مشيراً إلى وجود تنسيق مع جهات مختصة في لبنان لتجاوز الحصار المفروض.
وشدد جودة على أن “للموضوع شقين، الأول سياسي والثاني فني”، موضحاً أن الشق “السياسي يأتي في إطار مطلب لبناني للمساعدة في تجاوز الحصار”. وقال إن الأردن خرق الحصار “منذ الأيام الاولى للعدوان عبر الجسر الجوي”.
ومن الناحية الفنية، أوضح جودة أن “هناك أكثر من جهة معنية فيها، منها الامم المتحده والجهة التي تفرض الحصار وهي إسرائيل”.
في السياق نفسه، أكّد رئيس الجالية اللبنانية في عمّان فؤاد حمدان، لـ “الأخبار”، أنه لم يتلقّ أو يستمع لأية شكوى من أي لبناني، سواء أكان قادماً إلى مطار الملكة علياء أم مغادراً على متن طيران شركة طيران الشرق الأوسط “ميدل إيست” بشأن إجراءات غير إعتيادية، أو عملية تفتيش للطائرات تقوم بها السلطات الأمنية الأردنية أو غيرها.
وأبلغ مدير مكتب “ميدل ايست” في عمّان، محمد شعيب، “الأخبار”، بأنه لم يلحظ عبر متابعاته الدائمة للرحلات الآتية والمغادرة للمطار الأردني أية إجراءات غير عادية، أو تفتيش أشخاص إسرائيليين للطائرات. وأوضح أن “مدة توقف الطائرة في المطار لا تتجاوز 50 أو 60 دقيقة فقط”.
كذلك، قال المواطن اللبناني خضر حجيج، الذي وصل إلى الأردن قبل يومين في طريقه إلى العاصمة الفرنسية باريس، إن “كل الإجراءات في المطار كانت عادية”.
وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن مسؤول لبناني، بعد استئناف الرحلات الجوية من بيروت وإليها في 21 آب، أن اسرائيل صممت على أن تُخضع جميع الطائرات لإجراءات امنية في الأردن.
وكانت معلومات قد تحدثت عن أن جهات إسرائيلية تفتش الطائرات المتجهة من عمان إلى بيروت في إطار جهود إسرائيل لمنع وصول اسلحة لحزب الله اللبناني.