استوكهولم ــ يحيى أبو زكريا
يتزامن انعقاد مؤتمر المانحين لإعادة إعمار لبنان نهاية الشهر الجاري في استوكهولم، مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية السويدية، إذ يتوجه الناخبون بعد أسبوعين إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في البرلمان.
وجعل هذا التزامن الهمّ اللبناني وتداعيات الاعتداء الإسرائيلي جزءاً أساسياً في الحملات الانتخابية لبعض الأحزاب السويدية؛ فطالب حزب اليسار السويدي بطرد السفير الإسرائيلي من استوكهولم وقطع العلاقات السويدية ــ الإسرائيلية.
وكان الحزب نفسه قد نظم تظاهرات معادية لإسرائيل في كبريات المدن السويدية. واستهجن رموزه موقف رئيس وزراء السويد يوران بيرشون، الذي يتزعم الحزب الديموقراطي الاجتماعي الحاكم، وعدته فاتراً أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان.
كما تحدث بيرشون، في لقاءاته التلفزيونية، عما انتهت إليه الأوضاع في لبنان ووعد بأن تؤدي السويد دوراً كبيراً في إعادة إعماره .
أما وزير الخارجية السويدي يان إلياسون ووزيرة المساعدات الخارجية كارين يمتين، وهما من الحزب الديموقراطي الاجتماعي، فقد صرحا لوسائل الإعلام السويدية بأنّ مؤتمر دعم لبنان يهدف إلى تحقيق التضامن مع الشعب اللبناني ومساعدته في الوقوف على قدميه من جديد.
وشددت يمتين على ضرورة الإسراع في توفير الأموال لمساعدة لبنان، وقالت: «من المهم الآن دفع الأموال بصورة سريعة، فالناس في لبنان ينتظرون وهم يعيشون في المدارس وفي مساكن مؤقتة». وأضافت أن «هناك الكثير من الذخائر الحربية غير المنفجرة التي تشكل خطراً كبيراً على حياة الأطفال، ولذلك من المهم أن تدفع الأموال بسرعة لمساعدة الناس على استئناف حياتهم بصورة مستقرة».
إلى ذلك، أكد إلياسون على أنّ السويد دعيت من قبل الأمم المتحدة للمشاركة بوحدة بحرية في قوة حفظ السلام الدولية التي ستنتشر بين لبنان وإسرائيل. وأوضح أن السويد والنرويج تميلان إلى مشاركة كهذه، وتقديم المساعدة في هذه المهمات معاً وربما مع بلدان أخرى.