صعّدت قوات الاحتلال أمس اعتداءاتها على قطاع غزة، موقعة 9 شهداء، على وقع التلهّي الفلسطيني بالخلاف الداخلي وسجال حكومة الوحدة الوطنية، في وقت أعلنت فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها تدرس اعتماد تجربة حزب الله في الأراضي الفلسطينية.في هذا الوقت، أعلن متحدث الجيش الإسرائيلي أنه اكتشف نفقاً كبيراً بعمق 13 متراً وطول 150 متراً يمتد من أحد المنازل في الشجاعية إلى معبر المنطار على الحدود مع إسرائيل، ونشر صوراً لذلك النفق. وأوضح أن “النفق كان سيستخدم لتنفيذ اعتداء في المعبر. حذرتنا أجهزة الاستخبارات من وجوده ومحاولات أخرى مماثلة، لذا غالباً ما أغلق معبر المنطار في الأشهر الأخيرة”.
وقال الطبيب جمعة السقا، مدير العلاقات العامة في مستشفى الشفاء في غزة: «استشهد اياد السرسك (30 عاماً) بعدما أصيب بعدة أعيرة نارية أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي عليه في حي الشجاعية شرق غزة». وقبيل ذلك استشهد الفتى نضال عبد العزيز الدحدوح (14 عاماً) إثر إصابته برصاصة في الصدر. وعُرف من الشهداء الباقين “ياسر الغرابلي (25 عاماً)، رامي الغرابلي، رائد اسبيته(27 عاماً)، ومهند جنديه”.
وفي الضفة الغربية المحتلة، استشهد قائد الجناح العسكري في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية حسام جرادات أمس في مستشفى نابلس متاثراً بجروح أصيب بها في 23 آب الحالي في عملية نفذها الجيش الإسرائيلي لاغتياله، حسبما أفادت مصادر طبية وأخرى في الحركة.
إلى ذلك، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) المجتمع الدولي بالتدخل السريع من أجل وقف “العدوان” الإسرائيلي. وقال مكتب الرئيس الفلسطيني، في بيان، إن عباس “دان بشدة العدوان الإسرائيلي الذي أدى إلى استشهاد تسعة مواطنين في منطقة الشجاعية في غزة”.
وفي إطار السجال الداخلي الفلسطيني والمواجهة «المطلبية» عبر التظاهرات، شدد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية على حق المواطن الفلسطيني في حرية التعبير والرأي، مشدداً على أن ذلك لا يعني الاضطراب والعنف والاعتداء على المؤسسات العامة.
ودعا هنية، في تصريح صحافي وزع في غزة، أبناء الشعب الفلسطيني إلى الوحدة وأن “يكونوا يداً واحدة”، محذراً من الفوضى ومن “استغلال المغرضين للأوضاع الحالية لتحقيق أهدافهم في خلق التوترات والاضطرابات والصراعات الداخلية”.
أمام عباس فدعا من جهته، أمام تظاهرة لموظفين كانوا يحتجون بشدة على تأخر صرف رواتبهم، إلى وقف إطلاق صواريخ على إسرائيل من قطاع غزة . وقال إن “المأساة متواصلة ولا بد من حل لها”، بينما قاطعته إحدى الموظفات المشاركات في التظاهرة بصوت عال قائلة: “الحل هو حل الحكومة”.
وردد المتظاهرون هتافات ضد الحكومة الحالية، بينها “هالحكومة الرشيدة.. خلتنا عالحديدة” و“كنا شعب الجبارين صرنا شعب الشحادين” و“يا أبو مازن بدنا حل”.
وأعرب عباس عن تأييده للمسيرات والتظاهرات. وقال: “لا أحد يستطيع أن ينكر حق الإنسان في التعبير عن نفسه وعن رأيه، ولا أحد يستطيع أن ينكر حق الإنسان في المسيرة والتظاهر، وكل من لا يعترف بهذا لا يؤمن بحقوق الإنسان”.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ)