ما لم يستطع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان التصريح به في إسرائيل، قاله في عمان، إلا أن الصدى الإسرائيلي كان واضحاً في تعليقاته، لا سيما الدعوة إلى تطبيع العلاقات بين بيروت وتل أبيب.جدّد الأمين العام للأمم المتحدة، من عمّان، مطالبته اسرائيل برفع الحصار عن لبنان سريعاً والانسحاب تماماً من الجنوب بمجرد وصول خمسة آلاف فرد من القوات الدولية إلى المنطقة، قبل انتقاله إلى دمشق للمطالبة بتسهيل تنفيذ القرار 1701.
وقال أنان، في مؤتمر صحافي عقب محادثات مع الملك الأردني عبد الله الثاني، “أتوقع أنه عندما تصل القوات الدولية إلى خمسة آلاف فرد وينتشرون في الجنوب إلى جانب الجيش اللبناني... وقد أوضحت هذا للسلطات الاسرائيلية... يحين الوقت لانسحابهم الكامل”.
ووصف أنان الحصار الذي تفرضه اسرائيل على لبنان منذ سبعة أسابيع بأنه غير قابل للاستمرار، مضيفاً “من المهم رفعه وألاّ يُنظر إليه على أنه عقاب جماعي للشعب اللبناني”. وأضاف انه بحث مع عبد الله تطبيق قرار مجلس الامن الدولي 1701 الخاص بوقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله ومسألة نشر قوات دولية في جنوب لبنانوعبّر انان عن امله بوجود فرصة للسلام و“اقامة علاقات طبيعية ومنطقية بين لبنان وإسرائيل رغم المرحلة الحالية الصعبة”. وطالب أيضاً بإحياء محادثات السلام الاسرائيلية ــ الفلسطينية.
وقال أنان، في مقابلة إذاعية، إنه يأمل أن تصل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة “خلال أسبوع أو عشرة أيام”.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن عبد الله الثاني مطالبته الامم المتحدة بأن تؤدّي دوراً فاعلاً لحماية الاستقرار في العالم. وأضاف “ان الجميع في منطقة الشرق الأوسط يتطلع إلى أن تؤدي الأمم المتحدة دوراً فاعلاً في حل مشاكل المنطقة وتحمل مسؤولياتها تجاه شعوبها”.
وأضاف أن الوقت الراهن هو اكثر الاوقات التي تحتاج فيها شعوب المنطقة إلى “أن تتخذ المنظمة الدولية، باعتبارها المظلة الدولية لجميع دول العالم، موقفاً فاعلاً وعملياً في حماية الاستقرار العالمي”.
وشدّد الملك عبد الله على أن جوهر الصراع في المنطقة هو الصراع الفلسطيني ــ الاسرائيلي الذي يجب ايجاد حل له يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. وقال إن حل هذه المشكلة “هو المفتاح لحل جميع المشاكل المتعلقة بالصراع العربي ــ الإسرائيلي”.
ووصف الملك الاردني الحصار الاسرائيلي على لبنان بأنه “مدان وغير مقبول”، مشدّداً على “ضرورة إنهاء إسرائيل خروقاتها للقرار 1701”.
وانتقل أنان بعد عمّان الى دمشق، حيث كان في استقباله وزير الخارجية السوري وليد المعلم، على أن يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد اليوم.
وذكرت مصادر دولية أن أنان طلب، بعد لقاء المعلم، من دمشق التعاون في تطبيق القرار 1701.
وذكرت معلومات في دمشق، أن سوريا ستؤكد أمام أنان رغبتها في التوصل الى حل عادل وشامل في الشرق الاوسط، لا سيما أن القرار 1701 يشير إلى ضرورة استئناف عملية السلام الاسرائيلية العربية.
(أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)