رفض وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ضمناً في أثينا، أمس، الطلب الفرنسي بزيارة مواقع عسكرية إيرانية كشرط مسبق من أجل توقيع اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، معتبراً أنها "مطالب مبالغ فيها". وجاء تصريح ظريف في وقت أعلن فيه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن المفاوضات حول "النووي الإيراني" أوشكت على الانتهاء.وقال ظريف، الذي يقوم بزيارة لليونان: "أتوقع من شركائي في المفاوضات الامتناع عن المطالب المبالغ فيها"، مشدداً على ضرورة "البقاء في الواقع وليس في الوهم".

وجاءت تصريحات ظريف في وزارة الخارجية اليونانية في اثينا حيث التقى نظيره اليوناني، نيكوس كوتزياس. وسيلتقي وزير الخارجية الإيراني غداً السبت نظيره الأميركي، جون كيري، في جنيف بعد أسابيع من مفاوضات معقدة في فيينا لمحاولة التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.
ومن نقاط الخلاف في هذه المفاوضات إمكانية زيارة المواقع العسكرية. وحذّر وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أول من أمس، من أن فرنسا لن تنضم إلى اتفاق لا يجيز زيارة المواقع العسكرية.
ورأى ظريف، أمس، أن الطلب الفرنسي يعني إعادة التفاوض حول اتفاق لوزان. وقال: "إذا كان هناك أشخاص يصرون على إعادة التفاوض، فسيكون من الصعب التفكير في اتفاق"، مؤكداً أن إيران تريد "اتفاقاً لائقاً في إطار الاحترام المتبادل".
كذلك، عبّر ظريف عن أمله أن تتوصل إيران والقوى العالمية إلى اتفاق نووي نهائي "خلال فترة معقولة"، لكنه استطرد بأن هذا الأمر سيكون صعباً إذا تمسك الطرف المقابل بما اعتبره مطالب مبالغاً فيها.
وقال وزير الخارجية الإيراني في أثينا: "أعتقد أنه إذا احترم الجانب الآخر ما اتفق عليه في لوزان وحاول وضع مسودة قابلة للحياة للاتفاق الشامل مع إيران ويمكن أن تكون متوازنة... على أساس الاحترام المتبادل، حينها سنتمكن من الوفاء بالمهلة". وأضاف أنه "إذا أصرت (القوى العالمية) على مطالبها المبالغ فيها وعلى إعادة التفاوض، فسيكون من الصعب تصور احتمال التوصل إلى اتفاقية حتى من دون وجود مهلة أخيرة. يحدوني الأمل في أن يؤدي هذا في الواقع إلى التوصل لنتيجة نهائية خلال فترة معقولة".
في غضون ذلك، وعقب لقاء جمع بين وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، في موسكو، قال لافروف: "تبادلنا الآراء حول الملف النووي الإيراني، المفاوضات أوشكت على الانتهاء. نأمل أن تُسهم النتيجة الإيجابية لجهودنا المشتركة بدفع التعاون في مجال الأمن والاستقرار في منطقة الخليج".
في سياق منفصل، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية إن كبيرة المفاوضين الأميركيين في المحادثات النووية مع ايران، ويندي شيرمان، ستغادر منصبها بعد 30 حزيران، الموعد المحدد للتوصل إلى اتفاق.
وقال المسؤول الكبير في وزارة الخارجية لوكالة "فرانس برس" إن شيرمان ستترك منصب وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية عند انتهاء المحادثات مع إيران.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)