أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أن طهران لا تسعى إلى إسقاط آل سعود، بل تحرص على منع محاولات إسقاطهم، في الوقت الذي كرّر فيه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير موقف بلاده المعادي لطهران، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين لا تزال متوترة، ومعوّلاً على الإدارة الأميركية المقبلة من أجل "احتواء طهران".
ونقلت وكالة "إرنا" عن شمخاني، أمس، قوله في مقابلة صحافية، إن "سقوط آل سعود لا يعني بتاتاً أن يكون البديل لآل سعود أفضل، بل من المحتمل جداً أن يؤدي ذلك إلى تقسيم السعودية وسيطرة الفكر المتطرّف الداعشي المنحط على أجزاء مهمة من السعودية".
وشدد المسؤول الإيراني على أن "الجمهورية الإسلامية طالما تصدّت لنمو التطرف ودافعت عن وحدة أراضي دول المنطقة"، موضحاً أن "تقسيم الدول يؤدي إلى سيطرة الفكر الإرهابي على الدول الإسلامية، ومثل ذلك يتعارض مع المصالح الاستراتيجية للعالم الإسلامي". وقال إن السياسات الإقليمية لـ"حكام السعودية في سوريا واليمن، في المقابل، أدت إلى تقوية الجماعات الإرهابية". وفيما أشار إلى أن الدول الغربية "تخطّط لتقسيم المنطقة"، فقد لفت إلى أن ذلك "يعني أن على دول كتركيا والسعودية أن تحسم موقفها تجاه ذلك"، متسائلاً: "هل ترحّب (تلك الدول) بوتيرة تقسيم سوريا والدول الإسلامية؟ وهل ستكون السعودية في مأمن من اندلاع نيران التقسيم في المنطقة؟".

الجبير: العلاقات مع إيران متوترة ونعوّل على الإدارة الأميركية

في مقابل ذلك، حذر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من أن العلاقات مع إيران ما زالت "متوترة"، مضيفاً أنها "لا يمكن أن تتحسن إلا إذا كفّت طهران عن التصرفات العدائية". وأعرب الجبير، الذي كان يتحدث للصحافيين في باريس، عن تفاؤله تجاه الإدارة الأميركية المقبلة، ولا سيما الطريقة التي تريد أن تستعيد بها النفوذ الأميركي في العالم، و"احتواء إيران" ومحاربة تنظيم "داعش".
وكان قد سبق موقف الجبير تصريح لوزير الدولة السعودي للشؤون الخليجية، ثامر السبهان، الذي ردّ على ما كانت قد نشرته وكالة "رويترز"، أول من أمس، عن أن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري نقل رسائل بين الرياض وطهران، في مسعى متواصل لاحتواء الخلاف بين البلدين الجارين. إلا أن السبهان أكد عدم اطلاعه على معلومات تتعلق بالوساطة بين البلدين. وقال، في تصريح إلى "الحياة": "لم يردنا شيء بما يتعلق بوجود رسائل وساطة بين الرياض وطهران، والسعودية لا تحتاج إلى وساطات مع إيران"، مضيفاً أن "الإيرانيين يعلمون ماذا عليهم أن يعملوا ويفعلوا إذا أرادوا تحسين العلاقات مع المملكة".
(الأخبار)