أعلن البيت الأبيض، أول من أمس، أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ستلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة في واشنطن، لتصبح بذلك أول زعيمة أجنبية تزور الرئيس الجديد.وقالت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية، أمس، إنّ ماي ستؤكد أهمية التجارة الحرة ودعمها للاتفاق النووي مع إيران. وأضافت: «يمكنكم أن تتوقعوا أن تكون رئيسة الوزراء واضحة للغاية خلال زيارتها للولايات المتحدة بشأن فوائد التجارة الحرة والترويج لها والرغبة في بحث (خطوات) إضافية يمكن القيام بها لزيادة هذه الفوائد».

ووفق وكالة «رويترز»، من المقرر أن تحضر ماي تجمعاً سنوياً لحزب الجمهوريين في فلادلفيا يوم الخميس، لتصبح أول رئيس للوزراء في الخدمة يتحدث أمام التجمع.
واعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» ‏الأميركية أن ‏هذه الزيارة تحمل في طيّاتها «دلالة رمزية». ففي توقيت هذا اللقاء رسالة واضحة لدول الاتحاد الأوروبي، خاصة أن ترامب كان قد عبّر مع بداية العام الجديد عن تطلّعه «بشغف» إلى لقاء ماي في واشنطن «خلال فصل الربيع»، وليس الآن. ومن المتوقع أن يناقش الطرفان عدّة مواضيع «حساسة»، أهمها إبرام اتفاق تجاري ثنائي بين الولايات المتحدة وبريطانيا في مرحلة ما بعد «بريكست»، ومستقبل حلف الشمال الاطلسي.
وقبيل الإعلان عن الزيارة، قالت ماي في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز»، إنها «واثقة» من أن الرئيس الأميركي الجديد «سيعترف بأهمية حلف شمال الاطلسي»، مؤكدة التزام الدولتين «بالعمل من أجل رخاء وأمن الناس على جانبي المحيط الأطلسي».
وبينما قد تتناقض تصريحات ماي مع مواقف ترامب المناهضة للحلف، والتي كان آخرها قوله إنّ الحلف الاطلسي «عفّى عليه الزمن»، فإنّ الرئيس الأميركي الجديد رأى أن بريطانيا «كانت على حق» باتخاذها قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي، متوقعاً أن يكون «بريكست» «أمراً عظيماً»، ومؤكداً في الوقت نفسه عزمه على إبرام اتفاق تجاري مع بريطانيا «بسرعة ووفق القواعد».
وفي ما بدا أنه تمهيد لزيارة ماي لواشنطن، زار وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، الولايات المتحدة في وقت سابق من الشهر الجاري لمناقشة مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين، فيما أكّد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي والعضو البارز في «الحزب الجمهوري»، بوب كروكر، عقب لقائه جونسون، أن بريطانيا ستكون «في مقدمة الصف» لإبرام اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد «بريكست». وأضاف كروكر أن جونسون «يعلم تماماً أنه لا يمكن أن تأتي المملكة المتحدة في مؤخرة الصف»، في ردّ واضح على تصريحات للرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، قال فيها إن خروج بريطانيا من الاتحاد سيتركها في «نهاية الصف»، إذ إنها «لن تحصل على معاملة تفضيلية على حساب الاتحاد الأوروبي».

واشنطن بوست: تحمل
زيارة تيريزا ماي لواشنطن
دلالة رمزية


ووفق «واشنطن بوست»، فإن «الأولوية القصوى بالنسبة إلى ماي تتمثل في رغبتها في إطلاع ترامب على آفاق وأهمية الاتفاق ‏التجاري بين الولايات المتحدة وبلادها. فمع انسحاب بريطانيا من الاتحاد ‏الأوروبي، تخضع ماي لضغوط من أجل إظهار رغبة الدول في إبرام ‏اتفاقيات جديدة مع المملكة المتحدة».‏ وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من انتقاد ترامب للعديد من الاتفاقيات ‏التجارية، فإنه أبدى استعداداً لإبرام اتفاق مع بريطانيا، مشيرة إلى أن حجم التجارة بين بريطانيا والولايات ‏المتحدة يتجاوز 180 مليار دولار أميركي سنوياً، كما أن ‏الولايات المتحدة أكبر مصدر للاستثمار في المملكة المتحدة.‏
ويأتي الإعلان عن اللقاء المرتقب بين ماي وترامب بعد أسبوع من إعلان رئيسة الوزراء البريطانية عزم بلادها على الخروج من السوق الأوروبية الموحدة، لكي تتمكن من فرض ضوابط والتحكم في أعداد المهاجرين القادمين من بلدان الاتحاد الأوروبي إلى المملكة المتحدة. ودعت ماي، في المقابل، إلى بدء المفاوضات حول اتفاق «عميق وشامل» للتجارة الحرة مع التكتل. كذلك شددت رئيسة الوزراء، في كلمتها من قصر «لانكستر هاوس»، على أن «بريكست» سيكون «واضحاً وقاطعاً»، مشيرة إلى أنها ستسعى إلى الخروج «تدريجياً» تجنّباً لأي صدمة اقتصادية في السوق، وذلك في حال وافق البرلمان البريطاني بمجلسيه على خطتها. وجدير بالذكر أنّ الجنيه الاسترليني شهد تدهوراً منذ التصويت خلال الصيف الماضي على الخروج من الاتحاد الاوروبي، لكنّه سجّل ارتفاعاً بعد كلمة ماي، التي وصفها الجميع بأنها الأكثر «وضوحاً» حتى الآن.
في غضون ذلك، من المتوقع أن تعلن المحكمة العليا البريطانية، اليوم، إذا ما كانت الحكومة قادرة على بدء مفاوضات الخروج من الاتحاد الاوروبي من دون تصويت مسبق في البرلمان، ومن المرجّح أن يؤكد القضاة الأحد عشر قراراً صدر في تشرين الثاني الماضي عن المحكمة العليا في لندن، وقضى بأنه لا يمكن تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة، التي ستطلق سنتين على الاقل من المفاوضات مع بروكسل، من دون موافقة النواب.
(الأخبار)




...وبروكسل تحذّر!

استبق الاتحاد الأوروبي زيارة تيريزا ماي للولايات المتحدة بتحذيره بريطانيا، أمس، من إجراء أي مفاوضات تجارية رسمية بهدف إبرام اتفاقيات ثنائية مع دول من خارج صفوفه، قبل أن تخرج رسمياً من الاتحاد.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، مارغاريتيس شيناس، للصحافيين في بروكسل، إنّ «التجارة أمر حصري للاتحاد الاوروبي. تستطيع طبعاً أن تناقش وتبحث، ولكن لا تستطيع التفاوض على اتفاق تجارة إلا بعد أن تترك الاتحاد الاوروبي». وتتولى المفوضية مسألة سياسة التجارة للاتحاد الأوروبي، وستقود محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد.
(أ ف ب)