عقدت رئيسة البريطانية تيريزا ماي محادثات مكثّفة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس وزرائه بن علي يلدريم، خلال أول زيارة لها للعاصمة التركية أنقرة. وبحثت خلال لقاءاتها عدداً من قضايا الأمن الإقليمي ومحاربة الإرهاب، إلى جانب الاتفاق حول عدد من التفاهمات في المجالات الأمنية والتوصل إلى اتفاقية لتشكيل مجموعة عمل لتعزيز العلاقات التجارية بين لندن وأنقرة، ما بعد «بريكست».
والتقت ماي الرئيس التركي في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، أول من أمس، قبل أن تلتقي يلدريم في مكتب رئاسة الوزراء في قصر «شانقايا». وقال أردوغان في أعقاب اللقاء، إن الجانبين يسعيان إلى زيادة حجم التجارة السنوية من نحو 15 مليار دولار إلى 20 مليار دولار. وبدورها أفادت ماي بأنها ناقشت «احتمالات تعزيز التجارة»، مشددة على أن البلدين يرغبان «في البناء على العلاقات الحالية بما سيصب في صالحهما».
وبدوره، أكد يلدريم أن «الوزراء المعنيين سيواصلون العمل من أجل توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا وبريطانيا عقب خروجها من الاتحاد الأوروبي»، مشيراً إلى أن «التعاون التركي ــ البريطاني لن يؤثر على التعاون التركي مع الاتحاد الأوروبي، ولن يكون عائقاً أمام تحديث الاتفاق الجمركي مع الاتحاد».
أما في مجال التعاون الأمني والدفاع، فقد أكد يلدريم أن البلدين اتفقا على تعزيز التعاون بين إدارتي أمن المطارات المدنية التركية والبريطانية، للتحقق من أمن المطارات والبلاد من «العناصر الإرهابية»، وذلك من خلال تدريبات مشتركة وتشارك في المعلومات.
كذلك أكد بيان رئاسة الحكومة البريطانية أن الشركة البريطانية «بي.إيه.إي. سيستمز» وقّعت اليوم بروتوكول اتفاق تعاون مع شركة صناعة الطيران التركية لشراكة من أجل تطوير برنامج المقاتلة التركية «تي إف اكس»، بقيمة 100 مليون جنيه استرليني (125 مليون دولار).
وأوضحت رئيسة الوزراء البريطانية أن «تعاوننا على الصعيد الدفاعي والأمني مهم، ويبرّره كون تركيا حليفاً مهماً في الحلف الأطلسي»، على أن يمهد هذا العقد الطريق لاتفاقات أخرى تساوي مليارات الجنيهات في السنوات العشرين المقبلة، وفق المتحدثة باسم ماي.
وأشادت ماي بـ«تصدّي الشعب التركي للمحاولة الانقلابية» الفاشلة منتصف تموز الماضي، معتبرة أن «تركيا نجحت بذلك في حماية ديمقراطيتها»، ومؤكدة «ضرورة الحفاظ على ذلك من خلال مراعاة حقوق الإنسان».
وحول المسألة القبرصية، قال يلدريم إنه يجب حل المسألة «بشكل عادل ودائم يلبّي تطلعات القبارصة»، في حين أوضحت ماي أن بلادها «ترحب بالتقدم الملحوظ في المباحثات، وتريد أن ترى حلاً يضمن استقرار وأمن قبرص على المدى الطويل». وفي سياق آخر، أشارت إلى أن تركيا تقدم إسهاماً كبيراً في مكافحة الإرهاب، وخاصة في مواجهة المسلحين الأجانب الذين يخرجون من سوريا.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)