في وقت كان فيه الجميع منشغلاً بخلاصات زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لواشنطن، وفيما كان الرئيس الإيراني حسن روحاني، يجول على كل من سلطنة عمان والكويت للرد إيجاباً، كما قال، على «الوساطة الكويتية»، ولتأكيد فكرة أنه «في عصرنا الحالي يجب أن نفكر جميعاً بالوحدة أكثر»، خرج مرشد الجمهورية الإيرانية السيد علي خامنئي، بتصريح يوضح فيه «زيف وكذب تهديدات الإدارة الأميركية السابقة والحالية لإيران بالحرب العسكرية»، قائلاً إنّ «هدف هذه التهديدات هو صرف الانتباه عن الحرب الحقيقية، أي الحرب الاقتصادية».
وقال خامنئي، لدى استقباله حشداً من أبناء محافظات، إنهم «يتكلّمون اليوم كما في السابق عن الخيارات العسكرية الموضوعة على الطاولة، وهناك مسؤول أوروبي قال لمسؤولينا إنّ وقوع الحرب كان حتمياً لولا حصول الاتفاق النووي». ولكنه أكد أنّ «هذا الكلام هو كذب محض، وهؤلاء يريدون صرف انتباهنا عن الحرب الحقيقية، أي المعركة الاقتصادية وجلب انتباهنا نحو الحرب العسكرية، لكي يغفل مسؤولو البلاد عن التركيز على التطور الاقتصادي والتصدي للحرب الثقافية التي يشنّها الغربيون على الشعب الإيراني».
وفي سياق كلمته، أشار خامنئي إلى أنّ «مشاركة وصمود الجيلين الثالث والرابع للثورة في ساحة الدفاع عن الثورة والنظام الإسلامي، يحيي الآمال ويدل على نمو الثورة وصلابتها»، مؤكداً أن «هذا أمر مهم جداً وجدير بالاهتمام». ووجه في الوقت نفسه انتقادات إلى مسؤولي البلاد، قائلاً: «لا تفسروا الحضور الملحمي للشعب أمام العدو المتربص الذي ينوي ابتلاع إيران، بأن هؤلاء ليس لهم عتب على أداء المسؤولين، لأن الشعب له عتب إزاء قضايا عدّة منها التمييز والتقاعس وعدم الاهتمام بحل المشاكل وهو يشعر بعدم الارتياح والمحنة».
في هذه الأثناء، كان الرئيس حسن روحاني يقوم بجولة خليجية قادته إلى سلطنة عمان فالكويت، حيث التقى الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي كان قد أطلق، حواراً مع الجمهورية الإسلامية، عبر وزير خارجيته صباح خالد الحمد الصباح.
وفي خلال لقائه السلطان قابوس في مسقط، في وقت سابق، قال روحاني: «لا ضمان لأمن المنطقة إلا بتحمّل بلدان المنطقة المسؤولية والتعاون الإقليمي». وأضاف: «من هنا، على دول المنطقة العمل سوية مع بعضها البعض لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة».
وكان روحاني قد تحدث، قبيل مغادرته طهران، عن فحوى الرسالة التي أرسلتها الكويت إلى طهران، الشهر الماضي، عبر وزير خارجيتها. وقال إنها أُرسلت نيابة عن دول مجلس التعاون الخليجي الست، «بشأن حلّ سوء الفهم ورفع مستوى العلاقات». وأكد أن طهران ترحّب «بمبدأ الرسالة وسيجري، في خلال زيارة اثنتين من الدول الأعضاء في مجلس التعاون، تبادل وجهات النظر في هذا المجال»، لافتاً في الوقت ذاته إلى «الإمكانات الكبيرة المتوافرة لدى البلدين لتعزيز العلاقات». وفيما نوّه إلى أن «منطقتنا غير مستقرة»، أضاف: «سندرس في خلال الزيارة الظروف القائمة في العراق وسوريا واليمن، بصورة خاصة، والدور الذي يمكن البلدين لعبه في إيقاف سفك الدماء».
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن «بلدان المنطقة ناضجة بما يكفي وتستطيع أن تدير أمن المنطقة جيداً»، مؤكداً أنه «في عصرنا الحالي يجب أن نفكر جميعاً بالوحدة أكثر»، ومعتبراً أن «الصدع الذي سببته القوى الكبرى بين الشيعة والسنّة هو شرخ مصطنع». وقال إن «الإيرانيوفوبيا، الشيعة فوبيا والسنّة فوبيا، والخوف من الجيران جميعها أمور مزورة صنعها الأجانب».
(الأخبار)