في وقتٍ يحاول فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «ابتزاز» أحزاب المعارضة عبر تلويحه بإجراء انتخابات نيابية مبكرة في حال تعذّر تشكيل حكومة قريباً، وهو ما يعني بلغةٍ أكثر وضوحاً، أنه إذا لم يستجب خصوم أردوغان لشروطه في أي صيغة حكومية، فإن العودة إلى صناديق الاقتراع من جديد ستكون الحلّ.
وفيما بدأت أنباءٌ عن استطلاعات رأي تفيد بأن «العدالة والتنمية» قد يفوز بأغلبية برلمانية من جديد، إذا جرى اللجوء إلى انتخابات مبكرة، أعلن رئيس حزب «الشعب الجمهوري» المعارض، كمال كليتشدار أوغلو، أن مهمة تشكيل الحكومة الجديدة يجب أن تتولاها أحزاب المعارضة، لكونها حصلت مجتمعةً على الأغلبية (60%) في الانتخابات النيابية الأخيرة.
وقال زعيم أكبر حزب معارضٍ في تركيا، «من غير المقبول» أن يكون أردوغان طرفاً سياسياً رئيسياً أثناء المحادثات الخاصة بتشكيل حكومة ائتلافية، وإنه يجب أن يلتزم بالحدود التي ينص عليها الدستور. وذلك بالتزامن مع اجتماعٍ عقدة المجلس الحزبي لحزب «الشعب الجمهوري» يوم أمس، لبحث خيارات التحالف بشأن تشكيل الحكومة الائتلافية. وكان كليتشدار أوغلو قد أكد أن التوجه إلى انتخابات مبكرة يُعدّ مضيعة للوقت، وعدم احترام للإرادة الشعبية.
وفيما عقدت الحكومة التركية يوم أمس، أول اجتماع لها بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، نشرت مؤسسة «ماك» القريبة منها، استطلاعاً للرأي يفيد بأن حزب «العدالة والتنمية» سيحصل على 44% من الأصوات في حال إجراء انتخابات مبكرة، وهو ما قد يكفيه لتشكيل الحكومة مستقلاً، رغم استبعاد تحقيق هذا السيناريو لصعوبة الاحتكام إلى صناديق الاقتراع مجدداً في المدى المنظور.
من جهةٍ أخرى، وعلى مستوى السياسة الخارجية التركية، أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن الحكومة «مؤمنة بضرورة حل الأزمتين في العراق وسوريا عبر الطرق السياسية»، معتبراً أنه «لا توجد حتى الآن أي استراتيجية لحلّ مشاكل المنطقة على الرغم من وجود تحالف دولي مكون من 60 دولة ضد (تنظيم الدولة الإسلامية) داعش» وأثناء لقائه برئيسة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، آنا براسير، في اسطنبول أمس، حيث تقف المسؤولة الأوروبية على أوضاع اللاجئين السوريين، قال جاويش أوغلو، بخصوص المقاتلين الأجانب القادمين إلى سوريا، إن بلاده «بذلت ما بوسعها من أجل منع تدفقهم إلى الأراضي السورية»، مضيفاً: «سبق أن منعنا 14 ألف شخص من الدخول إلى أراضينا، إلا أننا نجدهم من جديد عند حدودنا، كيف لهذا أن يحدث؟ فالأولى أن يتم منع هؤلاء والتصدي لهم قبل مغادرتهم أراضيهم. فهل هذا أمر صعب؟ أم أن المراد أن يبتعد هؤلاء عن بلدانهم ليحاربوا ويموتون في سوريا؟».

(الأخبار، رويترز، الأناضول)