أفادت تقارير المنظمات الإنسانية العاملة في حقل دعم الفقراء في ألمانيا بأن الفقر في البلاد ارتفع في العام الماضي بمقدار يزيد على 15%، أي ما يساوي نحو 13 مليون شخص.
تقرير المنظمات الإنسانية القومية يستند إلى الإحصاءات الحكومية عن متوسط مستوى الدخل السنوي، حيث إن تعريف الفقر يساوي، بالأرقام، كافة الأفراد الذين يقلّ دخلهم الشهري عن 60% من المتوسط، وهذا تنشره وزارة العمل والأمور الاجتماعية الألمانية سنوياً في «تقرير الفقر والثراء». ومن الجدير بالذكر أن تقرير الوزارة تدعمه استشارات أكثر من عشرين أكاديمياً وأكاديمية في مجالات التخصص ذات العلاقة، ولذا فإنها تشدد على كونه عملاً حرفياً. والأمر ذاته يسري على تقارير منظمات العون الألمانية التي تنشر تقاريرها الخاصة بها.
التقارير الأخيرة تضيف هذا العام العلاقة بين الفقر من جهة ومتوسط عمر الفرد. فمتوسط عمر الفرد يصل، وفق التقارير، إلى نحو 70 عاماً للرجال الفقراء، مقارنة بأكثر من ثمانين عاماً للذكور ذوي الدخل الجيد. أما متوسط عمر النساء الفقيرات، فيصل إلى نحو 77 عاماً، مقارنة بأكثر من 85 عاماً للنساء الميسورات.
التقارير تعيد أسباب الفرق في متوسط أعمار الفريقين إلى أمور عديدة، منها قلة الحركة لدى الفقراء، ونوعية التغذية والتدخين وتناول الكحول، إضافة إلى الضغوط النفسية الناتجة من ظروف الحياة الصعبة، ما يؤثر في الجهاز العصبي الذي يقود في أحيان كثيرة إلى جلطات دماغية وأمراض الرئة.
ومن الأمور المؤثرة الأخرى في قصر حيوات الفقراء المقارن، تعرضهم أكثر لتلوث الهواء على نحو خاص، وللتلوث البيئي، بما في ذلك معاناتهم الإضافية بسبب التلوث السمعي الناتج من أصوات الآلات التي تحيط بهم وبمساكنهم، أو على نحو مباشر في حال كونهم من المشردين الذين يعيشون في الشوارع وتحت الجسور وما إلى ذلك.
يضاف إلى كل ما سبق افتقار الفقراء إلى مستوى تعليمي راقٍ أو متوسط بسبب عدم تمكنهم من تغطية كلفة الدراسات العليا واضطرارهم إلى اللهاث وراء كسب لقمة العيش.
من الأمور الأخرى التي يعانيها الفقراء والتي تُسهم في تقصير أعمارهم، الضغوط النفسية الناتجة من عدم تمكنهم من إقامة علاقات اجتماعية على أي نحو كان، ما يؤثر في نفسياتهم وسيكولوجياتهم، ويقود إلى العزلة عن المجتمع مع كل ما يحمله هذا من مخاطر على الفرد.
الدكتور طوماس لامبرت، من معهد «رُبرت كُخ» الألماني، قال: «إن قصر حياة الفقراء تمدّ على نحو غير مباشر في أعمار الأغنياء بالنظر إلى طبيعة قوانين التأمين التقاعدي، حيث تسمح وفاة الفقراء للأغنياء بالتمتع بسنين تقاعد زائدة، فهم يستفيدون من الأموال الإضافية التي يوفرها غياب متقاعدين فقراء».
إضافة إلى الأرقام السابقة، فقد بيّنت الإحصاءات التفصيلية أنّ شركات الكهرباء قطعت في العام الماضي التيار على نحو نهائي عن 330000 منزل، مقارنة بـ320000 منزل كحد أقصى بين عامي 2011 و2015. يضاف إلى ذلك أن شركات الغاز قطعت الغاز عن 44000 منزل في العام الماضي، وعن أكثر من 6 ملايين منزل قطعاً مؤقتاً لعدم مقدرة سكانه على دفع الفواتير ضمن الفترة المحددة.
(الأخبار)

http://www.armuts-und-reichtumsbericht.de/DE/Service/Aktuelles/einfuehrung-in-arb.html;jsessionid=568AF2E4113BA3E2C21D78E7604B9644