ساو باولو | مع العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، تصاعدت حملات مقاطعة الاحتلال في العالم، وامتدت لتشمل دول أميركا اللاتينية، حيث سُجّلت مواقف متقدمة، بسحب بعض السفراء من تل أبيب وقطع العلاقات السياسية والاقتصادية معها.وفي البرازيل خاصة، نظّمت لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني سلسلة نشاطات واسعة، تضامناً مع الحقوق الفلسطينية وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي، فيما تسعى اليوم أطراف عربية، كالسعودية إلى التطبيع مع الاحتلال!

الجديد هو ما تتعرض له جامعة «سانتا ماريا» في ولاية ريو غراندي دو سول البرازيلية، إذ تشن المنظمات الإسرائيلية حملة شرسة على الجامعة وإدارتها بسبب تضامنها مع الشعب الفلسطيني. بدأت القصة في 25 آب العام الماضي، عندما دعا اتحاد الطلبة ونقابتا المعلمين والموظفين في جامعة «سانتا ماريا»، إدارة الجامعة إلى إلغاء الاتفاقات الموقعة مع شركة «البيت» الإسرائيلية للتكنولوجيا، التي كان قد وقعها حاكم ولاية ريو غراندي دو سول السابق، تارسو جينرو، مع أربع جامعات إسرائيلية، عندما زار الأراضي المحتلة قبل سنوات.
في المقابل، سربت المؤسسات الإسرائيلية وثائق من الجامعة تدّعي فيها أنها تحتوي على أسئلة عن وجود إسرائيليين أو متعاونين مع إسرائيل داخل الجامعة، وأن هذه الأسئلة وُجهت من لجنة المقاطعة إلى رئاسة الجامعة وعميدها باولو بورمان، الأمر الذي عدّته عنصرية ومعاداة للسامية وتهديداً للإسرائيليين في البرازيل.
كذلك وجهت هذه المؤسسات رسالة احتجاجية إلى رئاسة الجمهورية البرازيلية ووزارتي الخارجية والتعليم، كما طالب السفير الإسرائيلي في البرازيل الشرطة الفدرالية بفتح تحقيق في الأمر. ولم تكتف المؤسسات الإسرائيلية بذلك، بل وصل الأمر إلى لجنة حقوق الإنسان في البرلمان البرازيلي، فهناك شنت هجوماً على رئيسها باولو بيمنتا، مدعية أنه معادٍ للسامية ولحقوق المواطنين اليهود في البرازيل، كما أعلنت أنها لن تسمح بأن تكون هناك نشاطات عدائية ضد إسرائيل في البرازيل، وستلاحق «المتورطين» سياسياً وجنائياً.
في المقابل، تضامن اتحاد المؤسسات الفلسطينية في البرازيل مع النائب باولو بيمنتا، ولكنه لم يتطرق إلى موضوع المقاطعة أو دعم «سانتا ماريا» والوقوف إلى جانبها في الهجمة الشرسة التي تتعرض لها.
أما رسام الكاريكاتير البرازيلي واللبناني الأصل، كارلوس لطوف، فرد على الادعاءات الإسرائيلية، وكتب على صفحته في «فايسبوك» أن «التوضحيات والأسئلة التي طُلبت بشأن أسماء الإسرائيليين والمتعاونين مع إسرائيل داخل الجامعة ضرورية، بسبب الاتفاق بين الجامعة وشركة التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية البيت، وهي المنتجة للتكنولوجيا التي تستخدم ضد الشعب الفلسطيني».
وأوضح لطوف أن «الحملة لا تستهدف اضطهاد اليهود في البرازيل، ولكنها تستهدف دولة الاحتلال التي تستمر في بناء المستوطنات والجدران العازلة، وتواجه الفلسطينيين العزل بالرصاص الحي، وتبقي الحصار على قطاع غزة، وتستهدفه بالطائرات»، كما أكد أن «حركة مقاطعة إسرائيل لا تزال حازمة وقوية، ولن تنال منها حملات التشهير التي تستهدفها من الذين يدافعون عن نظام الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني».
من ناحية أخرى، دعا الكاتب الفلسطيني المقيم في البرازيل جاد الله صفا، في تصريح لـ«الأخبار»، إلى «التصدي لهذه الحملة الإسرائيلية لأنها تستهدف الجالية الفلسطينية على مستوى الولاية ثم البرازيل»، مشيراً إلى أن «الحركة الصهيونية في البرازيل تجنّد كل إمكاناتها وطاقاتها البشرية والقانونية والمادية ضد جامعة سانتا ماريا، لإرهاب الجامعة وموظفيها، ولطرد عميد الجامعة ونوابه، كما ترمي إلى ضرب القوى المناصرة والمؤيدة للحقوق الفلسطينية كحركة المقاطعة الدولية BDS».