لم تكن البيانات الصادرة عن البيت الأبيض وعن المسؤولين السعوديين، عقب لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مخالفة للتوقعات. على العكس تماماً، كانت واضحة في نقل الفكرة الأساسية التي سيعمل وفقها الطرفان، في الفترة المقبلة، ألا وهي «مواجهة إيران»، على اعتبار أنها «تهديد للمنطقة».
أمس، التقى الطرفان للمرة الأولى. ووفق ما صدر عن الاجتماع والغداء الذي جمعهما، فقد عرّف ابن سلمان ترامب على رؤيته لـ«العام 2030»، وأثنى على جهوده لمنع دخول مواطنين من دول عدّة ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة.
وفيما خرج ابن سلمان بوعود بـ200 مليار دولار على شكل استثمارات أميركية في السعودية، إلا أن الأهم كان حصوله على تطمينات بعودة السياسة الأميركية في المنطقة إلى ما قبل عام 2012، أي تأكيد غير مباشر على أن «المناكفات» بين السعودية والرئيس السابق باراك أوباما ولّت إلى غير رجعة.

أعلن ترامب عن استثمارات في السعودية تتجاوز
200 مليار دولار


وخارج إطار البيانات العلنية، تبقى «خطّة ترامب الكبرى» التي لا بدّ أن يكون قد تطرّق إليها مع ابن سلمان. فوفق سايمون هندرسون في معهد «واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، «سيكون من المثير للعجب إذا لم يَطرح ترامب أفكاره عن صفقة أكبر بكثير، بشأن السلام في الشرق الأوسط، تشمل العديد من الدول التي أشار إليها في مؤتمره الصحافي، الذي عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الشهر الماضي». وكان ترامب قد صرّح، حينها، عن السعي «للتوصل إلى مبادرة سلام جديدة وعظيمة، ليس فقط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل ستتضمّن الكثير من الدول العربية الأخرى».
وفي هذا السياق، فقد اكتفى البيان الصادر عن البيت الأبيض، عقب اللقاء، بالإشارة إلى أن ترامب أعرب لابن سلمان عن رغبته في التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي، واستمرار المباحثات بين السعودية وأميركا، للمساعدة في التوصل إلى حلول لقضايا المنطقة.
وفيما أشار مستشار ابن سلمان، في بيان، إلى أن الاجتماع شكّل «نقطة تحوّل تاريخية» في العلاقات السعودية ــ الأميركية، فقد أفاد بيان البيت الأبيض بأن ترامب ومحمد بن سلمان أمرا فريقيهما باتخاذ خطوات جديدة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية، على الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية والاجتماعية. وأوضح البيان أن ترامب ومحمد بن سلمان أكدا أهمية مواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، مع مواصلة تقييم الاتفاق النووي.
كذلك، أعرب ترامب عن دعمه لتطوير برنامج أميركي ــ سعودي جديد، يركز على الطاقة والصناعة والبنية التحتية والتكنولوجيا، باستثمارات تتجاوز قيمتها 200 مليار دولار، خلال السنوات الأربع المقبلة. وأفاد بيان البيت الأبيض بأن الدولتين أكدتا الرغبة في مواصلة المباحثات الثنائية، من أجل تعزيز الاقتصاد العالمي.
(الأخبار)