أعلن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض إتش. آر ماكماستر، أمس، أنّ القرار الأميركي بتحريك مجموعة قتالية بحرية صوب شبه الجزيرة الكورية أتى كردّ فعل «حكيم» على سلوك «استفزازي» لكوريا الشمالية.
وأبلغ ماكماستر برنامج «فوكس نيوز صنداي» أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيراجع خيارات لإنهاء التهديد الذي تمثله الترسانة النووية لكوريا الشمالية، مضيفاً أن الرئيس الصيني شي جين بينغ اتفق مع ترامب الأسبوع الماضي على أن «الوضع غير مقبول».
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان تحرك المجموعة القتالية البحرية «كارل فينسون»، التي تحمل القطعة الرئيسية فيها، وهي حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، نفس الاسم، صوب شبه الجزيرة الكورية من سنغافورة استعراضاً للقوة، قال ماكماستر: «من الحكمة أن نفعل ذلك... أليس كذلك؟». وقال ماكماستر «هذا نظام مارق، وهو الآن يملك أسلحة نووية، والرئيس شي والرئيس ترامب اتفقا على أن هذا غير مقبول، وأن ما يتعين حدوثه هو إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية». وأضاف أنّ «الرئيس طلب من (مستشاريه العسكريين) أن يكونوا مستعدين لمجموعة من الخيارات لإزالة هذا التهديد الذي يطاول الشعب الاميركي وحلفاءنا وشركاءنا في المنطقة».
وكانت واشنطن قد أعلنت قرار إرسال حاملة الطائرات «كارل فنسون» بعد أقل من 48 ساعة من توجيه ضربة أميركية الى قاعدة جوية سورية، مع الإشارة في شكل واضح إلى «التهديد النووي» الذي تمثله بيونغ يانغ. وجاء ذلك في وقت رأى فيه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أنّ على بيونغ يانغ أن تتنبه إلى الضربة الاميركية في سوريا. وقال لشبكة «ايه بي سي»، أمس، إنّ «العبرة التي يمكن أن تستخلصها كل الدول مفادها أنّه بانتهاك القانون الدولي، وانتهاك الاتفاقات الدولية، وعدم الوفاء بالالتزامات... فإن (الولايات المتحدة) قد ترد في لحظة معينة». ورفض تيلرسون شائعات عن خطة أميركية لاغتيال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، وقال «لست على علم بأي خطة مماثلة»، مضيفاً: «ليس في نيتنا تغيير النظام في كوريا الشمالية. هذا ليس هدفنا».
من جهة أخرى، رأت سلطات كوريا الشمالية أنّ الضربات الصاروخية التي شنّتها الولايات المتحدة على «قاعدة الشعيرات» السورية تثبت بوضوح أن بيونغ يانغ «على حق» بشأن مواصلة تطوير قدراتها النووية.
ووصفت الخارجية الكورية الشمالية، في بيان صدر عنها ونشرته الوكالة الإعلامية المركزية للبلاد، الهجوم الأميركي بأنه «عمل عدواني سافر، ولا يُغتفر»، مشيرة إلى أنها تدين بشدة هذه العملية. وتابعت الوزارة: «إنّ واقع اليوم يُظهر أن علينا أن نرد على القوة بالقوة، وهذا يثبت مليون مرة أن قرارنا بتعزيز قدراتنا في مجال الردع النووي كان صحيحاً».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)