يتنقّل مسؤولو الإدارة الأميركية بين العواصم آسيا والشرق الأوسط، «بهدف طمأنة الحلفاء» ومحاولة تثبيت سياسة خارجية للرئيس دونالد ترامب، ومواجهة التخبّط الذي لا تزال تعاني منه. وتأتي هذه الزيارات في وقت أفاد فيه موقع «دايلي بيست» عن «فرقة جديدة» داخل البيت الأبيض تعمل على انتشال إدارة ترامب من أزماتها المتواصلة، وقوامها وزير الدفاع جيمس ماتيس، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، إضافة إلى وزير الداخلية جون كيلي، وغيرهم من «راشدي» الإدارة، الذين يعقدون اجتماعات على انفراد من أجل مناقشة السياسة، بهدف «التمكّن من التأثير على الرئيس».
وأشار الموقع إلى أن هذه الفرقة تسعى إلى قيادة الأمن القومي «من خلال تلقين الدروس لأقوى رجل في أميركا». ولفت إلى أنه «من خلال التواصل اليومي مع هذا الثلاثي ــ وأيضاً مع ماكماستر، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بامبيو ــ يتشكل عالم ترامب، ليبدو أكثر فأكثر مطابقاً لمحافظي وصقور إدارة (الرئيس السابق جورج) بوش (الابن)».
وفي السياق، واصل كل من ماتيس وماكماستر، إضافة إلى نائب الرئيس مايكل بنس، جولاتهم، أمس. وفي الوقت الذي حطّت فيه طائرة ماتيس في الرياض، وصل ماكماستر إلى الهند، في جولة كانت قد بدأت الأحد من أفغانستان، مروراً بباكستان، في حين حطّ بنس رحاله في اليابان، بعد كوريا الجنوبية.
وفي طريقه إلى الشرق الأوسط، حيث من المقرّر أن يزور مصر وقطر وإسرائيل وجيبوتي، بعد السعودية، قال ماتيس للصحافيين على متن الطائرة، إن «التجربة الصاروخية الفاشلة التي أجرتها كوريا الشمالية»، في مطلع الأسبوع، كانت محاولة من بلد معزول «للاستفزاز»، لكن الولايات المتحدة ستتعاون مع الصين لمحاولة الحدّ من التوتر. وأضاف: «يظهر هذا سبب تعاوننا الوثيق الآن مع الصينيين، لمحاولة السيطرة على الوضع وبهدف إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي». من جهة أخرى، أشار وزير الدفاع الأميركي إلى أن بلاده تدفع نحو إجراء مفاوضات بإشراف الأمم المتحدة، لإنهاء الصراع في اليمن «في أسرع وقت ممكن». وقال ماتيس إن الصواريخ التي تُطلق باتجاه الأراضي السعودية «إيرانية... ويجب أن تتوقف».
في هذه الأثناء، واصل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس جولته هو الآخر، وحطّت طائرته في طوكيو، بعد سيول، مجدِّداً التزام الولايات المتحدة بضمان أمن اليابان، «في مواجهة كوريا الشمالية» التي تهدّد بإجراء تجارب صاروخية «كل أسبوع».
أما ماكماستر فقد أكمل جولته الآسيوية، حيث انتقل إلى الهند بعد زيارة خاطفة ومفاجئة أجراها إلى باكستان أول من أمس، التقى خلالها رئيس الوزراء نواز شريف. وكان ماكماستر قد زار، الأحد، أفغانستان، حيث أكد تشدّد الموقف الأميركي حيال باكستان، التي يعتبرها البعض «حليفة غير موثوقة جداً للولايات المتحدة». وفي الهند، التقى ماكماستر رئيس الوزراء ناريندرا مودي، ونظيره أجيب دوفال. ورأت صحيفة «إنديا تايمز» أن زيارة ماكماستر إلى دلهي بعد باكستان، تحمل نية للتوسط بين البلدين. وذكرت، أيضاً، أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة قد تحوّلت أخيراً بعيداً عن باكستان، باتجاه الهند، إلا أنه لا يمكن لواشنطن أن تتحمّل تكلفة الابتعاد عن باكستان، لأن ذلك قد يدفع هذه الأخيرة إلى الاقتراب من الصين. وذكرت الصحيفة أن التدخل الأميركي بين الهند وباكستان يمكن أن يكون جزءاً من استراتيجيتها لتقييد الحضور الصيني في تلك المنطقة.
(الأخبار)