تقترب المهلة النهائية للتوصل إلى اتفاق بين القوى الدولية الكبرى وطهران بشأن برنامجها النووي، لترتفع بالتوازي مع ذلك حدة التصريحات من الجانبين، في محاولة لوضع أطر شبه أخيرة لصيغة الاتفاق المزمع التوصل إليه. لكن بالتوازي مع ما يشبه سباق التصريحات الذي انطلق أمس، حدد البيت الأبيض موقفاً واضحاً، حين قال المتحدث باسمه جوش إرنست إن الموعد النهائي الآن «ملزم بشدة»، ولكن ربما يتم تأخيره قليلاً إذا لزم الأمر. وأشار إلى أن اتفاق الإطار المبدئي تطلب من المتفاوضين إضافة ثلاثة أيام إلى الموعد المتفق عليه.
وفي السياق، رأى وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، أن «التوصل الی اتفاق جدي ومناسب أهم من تقدم أو تأخر الفترة الزمينة المحددة». وأشار، عقب وصوله الی لوکسمبورغ أمس، إلی مساعي الفريق المفاوض الايراني بعد مفاوضات لوزان فی ما يخص عملية صياغة نص الاتفاق النووي، قائلاً إنه «ما زالت هناك خلافات في الجانب الفني والسياسي، لكن مع ذلك نعمل علی إنجاز الأمور في أقرب فرصة ممكنة». وأضاف ظريف كذلك، خلال حديثه عن اللقاءات، بحسب نص وكالة «ارنا»، «إننا سنجري اليوم (أمس) مباحثات خلال اللقاءات بشأن القضايا الدولية، بما في ذلك الأزمة اليمنية والأوضاع في سوريا والتطرف في المنطقة».
البيت الأبيض: الموعد النهائي ملزم ولكن ربما يجري تأخيره قليلاً

وقال ظريف، إثر الاجتماع في لوكسمبورغ مع نظرائه، الفرنسي لوران فابيوس، والالماني فرانك فالتر شتاينماير، والبريطاني فيليب هاموند، ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، إنّ «هناك التزاماً سياسياً من جانب كل طرف من أجل إحراز تقدم»، مضيفاً «إذا توافرت هذه الارادة السياسية للقبول بالحقائق والتقدم على أساس ما توافقنا عليه في لوزان، فهناك احتمال أن ننهي (هذه المفاوضات) بحلول المهلة النهائية أو بعد ذلك ببضعة أيام».
وفي سياق التصريحات، أعلن أمس وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، أن تفتيش المواقع النووية الإيرانية هو موضوع «غير قابل للتسوية» في حال التوصل الى اتفاق مع طهران حول برنامجها النووي، وذلك في وقت أكد فيه مساعد وزير الخارجية الإيراني، كبير المفاوضين عباس عراقجي، أنّ «الخلافات في وجهات النظر حول نص الاتفاق النووي قد انخفضت، إلا أن التقدم الحاصل ليس في مستوى توقعاتنا»، مشيراً إلى أن «من المحتمل أن يزور وزير الخارجية الاميركي جون كيري فيينا، نهاية الاسبوع الجاري، وأن تجري لقاءات ثنائية معه».
وإثر لقاء ظريف، صرّح وزير الخارجية البريطاني بأنه «لا يمكننا إجراء تسوية حول خطوط حمر حددناها. إذا توصلنا الى اتفاق، يجب أن يكون قابلاً للتحقق (لأن) هناك انعدام ثقة لدى الجانبين». وأضاف «وحدها عملية تحقق كاملة يمكن أن تعيد بناء الثقة مستقبلاً، وهو السبيل (المتاح) أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتأكيد أن الطرفين يحترمان التزاماتهما». ولفت هاموند إلى أن المحادثات مكثفة، وقال أيضاً «نحرز تقدماً، وفي لحظة معينة، في وقت لاحق هذا الاسبوع، نهاية هذا الاسبوع أو في مستهل الاسبوع المقبل، سيحضر الوزراء للمشاركة». لكنه أوضح «إننا لم نتوصل حتى الآن الى اتفاق في عدد من المجالات المختلفة. كما في كل هذه المفاوضات... نحتاج في النهاية الى بعض المرونة من جانب الايرانيين».
أما وزير الخارجية الفرنسي، فقد حدد ثلاث نقاط اعتبرها ضرورية للتوصل الى اتفاق. وقال فابيوس، في تصريح صحافي، إنّ «فرنسا تريد التوصل الى اتفاق متين... يتضمن الحد في الزمن من القدرات النووية الايرانية في مجال البحث والانتاج، أي إقرار نظام تحقق متقدم يشمل حتى المواقع العسكرية إذا لزم الامر». وتابع «وهذا يعني أنه لا بد أيضاً من توقع العودة التلقائية إلى العقوبات في حال خرقت إيران التزاماتها». وقال فابيوس أيضاً «كل ذلك مهم، سواء للأمن الإقليمي أو للتحرك ضد الانتشار النووي».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز