هيمنت أحاديث التجارة الثنائية وزيادة المبادلات بين تركيا والكويت على زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأولى للكويت منذ سنتين، وذلك بما يواكب «التقارب السياسي» بين العاصمتين.
وخلال مشاركته في حفل تدشين أعمال توسعة مطار الكويت الدولي، والتي تنفذها شركة تركية، اعتبر أردوغان أن حجم المبادلات التجارية بين الطرفين يبقى «دون التطلعات»، متابعاً أن بلاده تريد «تنمية التجارة مع دول الخليج... (برغم أنها) بلغت 17.4 مليار دولار السنة الماضية».
ويتزامن هذا الإعلان مع استمرار المفاوضات حول اتفاق لتحرير التجارة بين أنقرة ودول مجلس التعاون الخليجي الست، وهي: السعودية والبحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر والإمارات. وفي هذا الإطار، أعرب أردوغان عن «ارتياحه» لمستوى التعاون مع دول مجلس التعاون في المجال السياسي، آملاً «الارتقاء» به على مستوى الاقتصاد والدفاع.

أردوغان: تمثل تركيا والخليج جزيرة في منطقة تعاني من مشاكل شتى

وكان الرئيس التركي قد قال، أول من أمس، إن إحدى أولويات السياسة الخارجية التركية «تعزيز وتعميق» علاقاتها مع الدول الأعضاء في دول مجلس التعاون الخليجي في كل المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية والعسكرية والصناعات الدفاعية، وذلك في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية «كونا». وأشار أردوغان في مقابلته إلى وجود آلية حوار استراتيجي رفيع المستوى بين تركيا ومجلس التعاون الخليجي، مضيفاً أنه تم اتخاذ قرار باستئناف المفاوضات بين تركيا ومجلس التعاون الخليجي حول اتفاقية التجارة الحرة في الاجتماع الأخير الذي انعقد في الرياض في تشرين الأول الماضي.
من جهة ثانية، أكد أردوغان الذي وصف تركيا ودول الخليج بـ«جزيرة استقرار وسط منطقة جغرافية تعاني من مشاكل شتى»، تطابق «وجهات نظر» بلاده مع دول مجلس التعاون الخليجي إزاء المشاكل الإقليمية والعالمية، مشدداً على الاهتمام الذي توليه أنقرة للتعاون مع دول الخليج في زمن تواجه فيه المنطقة «تحديات جادة».
ولعلّ مشاركة أردوغان في إطلاق أعمال توسعة مطار الكويت الدولي أبرز محطة في زيارته للإمارة الخليجية. ويُفترض أن تزيد قدرة استقبال المطار إلى 25 مليون مسافر سنوياً، وهو أكبر مشروع تفوز به شركة تركية في الكويت. وتقوم شركة «ليماك هولدنغ» التركية بالمشاركة مع شركة «الخرافي الدولية» الكويتية بتنفيذ أشغال المطار التي تبلغ كلفتها 4.3 مليارات دولار.
وفي السياق، قال أردوغان إنّ الشركة التركية «الرائدة» سوف تبذل قصارى جهدها لإنجاز المشروع في وقته المحدد، مضيفاً أن الشركات التركية مستعدة للمساهمة في تنمية الكويت. وأشار إلى أن حجم المشروعات التي تنفذها الشركات التركية حالياً في الكويت بلغ، بإطلاق مشروع مبنى الركاب الجديد، نحو 6.5 مليارات دولار، مقارنة مع 500 مليون دولار في عام 2003. وأوضح أردوغان أنه «في الوقت نفسه، هناك استثمارات كويتية في بلادنا تقدر بنحو 1.5 مليار دولار، ونأمل أن تزداد ونحن مستعدون لتقديم كل التسهيلات والإمكانيات».
وكان الرئيس التركي قد أكد في حديثه مع وكالة الأنباء الكويتية أن بلاده تولي أهمية كبيرة لتطوير علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع دولة الكويت. وأشار أيضاً إلى «الدعم المتواصل» الذي تقدمه الحكومة الكويتية للشركات التركية، معرباً عن أمله بمشاركة تلك الشركات في إنجاز مشاريع البنى التحتية التي تسعى الكويت للقيام بها. وتحدث أيضاً عن استعداد تركيا لتبادل تجاربها مع الكويت في مجال الصناعات الدفاعية ومجالات أخرى، والتي من المنتظر، وفق الرئيس التركي، أن يتناولها «بشكل تفصيلي» اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون والذي سيعقد على مستوى رؤساء الحكومات في الأشهر المقبلة.
(الأخبار)