منذ أسبوعين، ظهرت رسالة صوتية لحمزة بن لادن (28 عاماً)، يدعو فيها إلى «قتل الذين كفروا». الرسالة كانت مطابقة لصوت أسامة بن لادن وهو يعطي أوامر القتل، إلى حدّ أن الأمر بدا كما لو أن زعيم تنظيم «القاعدة» الميّت يتحدث عبر ابنه المفضّل.
وكانت شبكة «سي أن أن» قد ذكرت، في وقت سابق من هذا الشهر، أن الرسالة الصوتية التي امتدت لـ10 دقائق، نُشرت على شكل فيديو أظهر عدّة مقاطع وصور لهجمات إرهابية سابقة. أما صحيفة «واشنطن بوست»، فقد أشارت إلى أن هذا التسجيل أذيع للمرة الأولى في الـ13 من أيار، وهو حلقة من سلسلة تصريحات للرجل الذي يعتبره العديد من خبراء الإرهاب «وليّ عهد الشبكة العالمية لتنظيم القاعدة».

يبدو أن تنظيم «القاعدة» يعلن بداية فصل جديد من تاريخه


«تحضّروا لخسائر فادحة لأولئك الذين كفروا»، قال حمزة بن لادن «بصوته الرقيق» الذي وصفته «واشنطن بوست» بأنه صدى لصوت والده. «اتبعوا خطى من يسعون للشهادة»، أضاف بن لادن الابن. وأشار مسؤولون في أجهزة الاستخبارات الأميركية والأوروبية والشرق أوسطية إلى أن «التسجيل يقدّم دليلاً جديداً على التغييرات الجارية داخل المنظمة التي أعلنت الحرب ضد الغرب منذ حوالى عقدين من الزمن، ثمّ أُضعفت جراء الضربات العسكرية الأميركية وطغى عليها منافسها تنظيم داعش».
ووفقاً للصحيفة، يبدو أن تنظيم «القاعدة» يعلن بداية فصل آخر من العنف بقيادة بن لادن الجديد، الذي تعهّد بالسعي للانتقام لمقتل والده. وقد لعبت لمصلحته انتكاسات تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، الأمر الذي تحاول «القاعدة» أن تستغلّه لكسب ولاء أتباع «داعش» الساخطين، فضلاً عن المتعاطفين في أنحاء العالم.
من جهتها، نقلت «سي أن أن» عن أحد الخبراء قوله إن «حمزة يعدّ نفسه لموقع قيادي في تنظيم القاعدة، وربما يحاول توحيد هذه الحركة الجهادية»، مضيفاً أنه «يملك كاريزما، ولديه قدرات على الخطابة في سنّ مبكرة جداً، وأنه على أتمّ الاستعداد للسير في خط الجهاديين».
حمزة بن لادن ليس جديداً على «العالم الإسلامي المتشدّد»، فقد كان من المتوقع تتويجه كقائد إرهابي منذ عام 2015، عندما قدّمه زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، في رسالة فيديو، على أنه «أسد من عرين» شبكة التنظيم الإرهابي. ولكن في الأشهر الأخيرة، جرت ترقيته إلى نجم صاعد على المواقع المؤيّدة لـ«القاعدة» مع نشر تسجيلات صوتية له تحثّ على شنّ هجمات أو التعليق على الأحداث الجارية.
(الأخبار)