وقّع رئيس الولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترامب، يوم أمس، على وثيقة تأجيل نقل سفارة بلاده لدى تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة لمدة ستة أشهر، وهو ما لاقى استنكاراً إسرائيلياً، خصوصاً أن قيادات العدو عوّلت على التزام ترامب وعده الانتخابي، إذ عبّر رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، عن خيبة أمله بعدم نقل السفارة الأميركية إلى القدس في الوقت الحالي.
وقال نتنياهو في بيان، إن «الإبقاء على السفارات خارج العاصمة يبعد السلام أكثر عنا لأنه يُسهم في إحياء الأوهام الفلسطينية كأن ليست للشعب اليهودي ولدولته أي علاقة بالقدس». وأضاف: «رغم خيبة الأمل من عدم نقل السفارة في هذه المرحلة، فإن إسرائيل تثمن التصريحات الودّية التي أدلى بها الرئيس ترامب والتزامه نقل السفارة في المستقبل».
وكان ترامب قد وقّع وثيقة تبقي السفارة في تل أبيب لستة اشهر إضافية بالتطابق مع إجراء دأب عليه الرؤساء الأميركيون منذ نهاية التسعينيات كل ستة أشهر. وقال مسؤول أميركي كبير، رفض الكشف عن اسمه، إن «ترامب اتخذ هذا القرار لدعم فرص التفاوض بنجاح على اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين». لكنه شدد في الوقت نفسه على أن هذا الأمر هو مجرد تأخير وليس تراجعاً عن القرار. وقال: «إنها مجرد مسألة متى وليس إن كان» سيفعل ذلك، مضيفاً أن ترامب «لا يعتقد أن التوقيت مناسب الآن».
وفي وقت لاحق، أصدر البيت الأبيض بياناً قال فيه، إن «هذا لا يعني تخلي أميركا عن روابطها والتزاماتها القوية تجاه إسرائيل، بل يأتي فى إطار مساعي منح الفرصة للتقدم بعملية السلام». وأضاف البيان: «السؤال لا يتعلق بإمكانية حدوث ذلك الآن، ولكن بتوقيت حدوثه».
وشدد البيت الأبيض على أنه «لا يجب أن يفسر أحد الخطوة على أنها تراجع عن دعم الرئيس ترامب القوى لإسرائيل، والتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وإنما اتُّخذ القرار لمضاعفة فرص التفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والالتزام تجاه الأمن القومي الأميركي».
في المقابل، قالت قيادات ووسائل إعلام إسرائيلية إن ترامب «تراجع عن وعده الانتخابي»، وفق صحيفة «هآرتس». أما «معاريف»، فرأت أن عدم نقل السفارة «خيبة أمل». كذلك قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، إسحاق هرتسوغ، إن «نتنياهو تعلم درساً آخر اليوم... والطريق المختصرة للاعتراف الدولي بالقدس هو عبر الحل سياسي». كذلك رأى وزير السياحة الإسرائيلي ياريف ليفن، أن «ترامب صديق حميم لدولة إسرائيل، ولكن قراره تأجيل نقل السفارة سبب خيبة أمل كبيرة لنا».
(الأخبار، أ ف ب)