لقي مسؤولان من حزب «العدالة والتنمية» حتفهما، أمس، في حادثين منفصلين، وفق ما أعلن الإعلام الرسمي التركي، الذي اتهم مسلحي «حزب العمّال الكردستاني» بالوقوف وراءهما.
ونعت وكالة أنباء «الأناضول» (شبه الرسمية) نائب رئيس الحزب في منطقة أوزالب، في ولاية وان (شرق البلاد) إيدين أهي، والذي قُتل ليل السبت على بعد 20 متراً من منزله، بعد محاصرته من قِبل مسلحين. واتهم رئيس الحزب في المنطقة زاهير سوغاندا، «العمّال الكردستاني» بارتكاب الجريمة، في حين نقلت «الأناضول»، عن مصادر أمنية تركية، أنه تم احتجاز 16 مشتبهاً فيهم، يُرجّح أن يكونوا من المنتمين إلى «الكردستاني».
ويُعزّز فرضية اتهام «العمّال» أن سلف آهي اغتيل في ظروف مشابهة العام الماضي، وأن تلك العمليات تأتي في سياق الصراع القائم بين الحكومة التركية و«المتمردين الأكراد الذين استهدفوا مسؤولين أتراك من قبل»، وفق «الأناضول»، التي تلحق بـ«العمّال» صفة «الإرهابي»، استناداً منها إلى تصنيف الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وتركيا.

يرى إردوغان أن من
يعارضه يقف إلى جانب
«الإرهابيين الأكراد»

بدوره، غرّد وزير الطاقة التركي براءت ألبيرق، في حسابه على شبكة «تويتر» أن «مسلحي حزب العمال الكردستاني قتلوا المسؤولين»، إلا أن «الكردستاني» لم يعلن أو يتبنّ شيئاً من هذا القبيل.
وقضى أيضاً نائب رئيس «العدالة والتنمية» في منطقة ليجة، في ولاية ديار بكر (جنوب شرق البلاد) أورهان ميركان، متأثراً بجروح أصيب بها في هجوم شنّه مجهولون، أمام منزله أيضاً. واشتبه مسؤولون محليون أتراك بضلوع مسلحي «الكردستاني» في العملية، وخاصّةً أن الرجل تلقى في وقت سابق تهديدات من قِبل المسلحين يدعونه فيها إلى الاستقالة من منصبه في الحزب.
وفي سياق متّصل، شهد جنوب البلاد مواجهات بين الجيش ومسلحي «الكردستاني». وأفاد بيان للجيش بأن قواته قتلت خمسةً من مسلحي «العمّال» في ضربة جوية بإقليم ماردين، جنوب شرق البلاد، بينما كانوا يعدّون لهجوم على قاعدة للجيش. وأضاف البيان أن «الجيش قتل خمسةً آخرين من مسلحي الحزب في ضربات جوية منفصلة (أوّل من أمس السبت) في إقليم بينجول (جنوب شرق البلاد)، وأربعة آخرين في منطقة متينا (شمالي العراق)». وأشار البيان إلى أن «ثلاثة آخرين من مسلحي الحزب قتلوا في اشتباكات السبت بأقاليم ديار بكر، وهكاري، وشرناق في جنوب شرق تركيا».
على صعيدٍ آخر، اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، السبت، «حزب الشعب الجمهوري»، المعارض الرئيسي له، بالوقوف إلى جانب «الإرهابيين» في اليوم السابع عشر من «مسيرة من أجل العدالة»، والتي بدأت من العاصمة أنقرة، وتقترب من الوصول إلى محطتها النهائية: مدينة اسطنبول.
وقال إردوغان مخاطباً كيليتشدار أوغلو «إن كنتم تتظاهرون من أجل حماية الإرهابيين ومن يدعمهم، ولم يخطر لكم أن تتظاهروا ضد المنظمات الإرهابية، فلن تتمكنوا من إقناع أحد بأن هدفكم هو العدالة»، معتبراً أن «الخط الذي يمثله حزب الشعب الجمهوري تخطّى المعارضة السياسية واتخذ بعداً جديداً».
وسبق إردوغان أن حذر في منتصف حزيران الماضي زعيم «الشعب الجمهوري» من إمكان استدعائه أمام القضاء، متهماً الحزب بالتعاطف مع «المتمردين الأكراد» والداعية فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في 15 تموز العام الماضي. في المقابل، فإن كيليتشدار أوغلو، والذي يقود المسيرة الشعبية احتجاحاً على سجن أحد نواب حزبه، والمحكوم عليه بالسجن لمدة 25 عاماً بجرم الكشف عن أسرار الدولة لصحيفة، رفض تعليقات إردوغان معتبراً أنها «تناسب ديكتاتوراً».
(الأخبار)