رسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أطر العلاقة المقبلة مع موسكو، في سلسلة تغريدات عبر موقع «تويتر» أعقبت زيارته مدينة هامبورغ الألمانية حيث شارك في قمة العشرين والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكشف ما دار في كواليس اجتماعه مع نظيره الروسي، مؤكداً أن «قمة العشرين شكّلت نجاحاً كبيراً للولايات المتحدة». وفيما أشار إلى أنه ينبغي على بلاده أن «تعيد ضبط عدد من الصفقات التجارية السيّئة التي تم إبرامها»، قال: «نحن في طريقنا لتحقيق ذلك».
ترامب أشار إلى أن الوقت قد حان للعمل «بشكل بنّاء» مع موسكو، لكنّه استبعد تخفيف العقوبات الأميركية عن روسيا مع بقاء البلدين على خلاف بشأن أزمتي سوريا وأوكرانيا. وفي الوقت الذي رحّب فيه بالاتفاق على بدء وقف لإطلاق النار في سوريا، أشار إلى أن ذلك سيؤدي إلى «إنقاذ حياة الناس». وأضاف: «الآن، حان الوقت للتقدم إلى الأمام من خلال العمل بشكل بنّاء مع روسيا».
من جهة أخرى، لفت ترامب إلى أنه مارس «ضغوطاً شديدة على الرئيس بوتين مرتين بشأن التدخل الروسي في انتخاباتنا»، موضحاً أن بوتين «نفى ذلك بشكل قاطع، وأنا سبق أن أعطيت رأيي». كذلك، لفت إلى أنه تحدث مع الرئيس الروسي عن فكرة إنشاء ما وصفه بـ«وحدة أمن إلكترونية لا يمكن اختراقها» لمنع القرصنة في الانتخابات في المستقبل، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وعلى الرغم من أن بوتين أكد، من جهته، أن ترامب كان «راضياً» إزاء نفيه أي تدخّل روسي في الانتخابات، إلا أن تناقضاً واضحاً ظهر في التصريحات الأميركية حول هذه المسألة؛ فقد صرّحت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي بأن الإنكار الروسي كان متوقعاً، مؤكدة أن هذا لا يغيّر شيئاً. ورأت في حديث مع شبكة «سي أن أن» أن «روسيا تحاول إنقاذ ماء وجهها»، مشيرة إلى أنه لن يكون باستطاعتها ذلك، لأن «الكل يعرف أن روسيا تدخّلت في انتخاباتنا».

سخر جمهوريون
بارزون من خطة ترامب للعمل مع روسيا

كذلك، سخر عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين البارزين من خطة ترامب للعمل مع روسيا لمنع التدخل في الانتخابات. وكتب ماركو روبيو على موقع «تويتر»، ان «إبرام شراكة مع بوتين حول وحدة أمن المعلوماتية يشبه إبرام شراكة مع (الرئيس السوري بشار) الأسد لتأسيس وحدة الأسلحة الكيميائية».
أما رئيس لجنة الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ جون ماكين، فقد قال بسخرية في تصريح إلى شبكة «سي بي اس»: «أنا متأكد من أن فلاديمير بوتين يمكن أن يقدم مساعدة هائلة في تلك الجهود، لأنه هو نفسه الذي يقوم بالقرصنة».
من جهته، قال السيناتور ليندسي غراهام، بسخرية مماثلة، لشبكة «ان بي سي»، إن فكرة إنشاء وحدة لمكافحة القرصنة «ليست أغبى فكرة سمعتها في حياتي، ولكنها قريبة من ذلك». وأعرب غراهام، وهو عضو في لجنة الشؤون العسكرية في المجلس، عن اعتقاده بأنه «يقوم بعمل جيد» في أفغانستان وكوريا الشمالية وفي القتال ضد تنظيم «داعش»، ولكنه أضاف: «عندما يتعلق الأمر بروسيا فإنه يصاب بنوع من العمى، والغفران لبوتين ونسيان ما فعله بالنسبة للهجمات المعلوماتية يؤديان إلى تقوية بوتين، وهذا هو ما يفعله تحديداً».
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، غداة اللقاء بين ترامب وبوتين، أن الابن الأكبر للرئيس الأميركي (دونالد ترامب الابن) وصهره جارد كوشنر والمدير السابق لحملته الانتخابية بول مانافورت، التقوا مع محامية روسية لها صلة بالكرملن، بعد فترة وجيزة من فوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري له في انتخابات الرئاسة العام الماضي. وأوضحت الصحيفة، نقلاً عن سجلات حكومية سرية ومقابلات مع أشخاص أُطلعوا على هذه السجلات، أن الاجتماع عُقد في برج ترامب في مانهاتن في التاسع من حزيران 2016، وكان أول اجتماع خاص ومؤكّد بين أفراد الدائرة المقرّبة من ترامب ومواطن روسي.
وأكد دونالد ترامب الابن اللقاء، في بيان، ووصفه بأنه كان «اجتماعاً تمهيدياً قصيراً» ركّز بشكل أساسي على قضية تبنّي الأطفال. وقال إنه طلب من كوشنر ومانافورت المشاركة في الاجتماع، فيما صرّح محامٍ عن كوشنر بأن هذا الأخير «حضر لفترة وجيزة» اللقاء. دونالد ترامب الابن أكد أن الاجتماع عُقد بشكل أساسي لبحث برنامج شعبي لمساعدة الأميركيين على تبنّي أطفال روس كانت الحكومة الروسية قد أوقفته. وأضاف في بيان: «لكنّه لم يكن قضية انتخابية في ذلك الوقت ولم تجرِ متابعة له». وقال: «طلب مني أحد معارفي حضور اللقاء، ولكن لم يتم إبلاغي سلفاً باسم الشخص الذي سألتقي معه».
من جهتها، أشارت الصحيفة إلى أن المحامية الروسية التي شاركت في الاجتماع هي ناتاليا فيسلنيتسكايا، المعروفة بحملتها على قانون أميركي يحظر التعامل مع الروس الذين يُشتبه في انتهاكهم لحقوق الإنسان. وأضافت أن هذا القانون أثار غضب بوتين الذي ردّ بوقف تبنّي الأميركيين أطفالاً روساً.
(الأخبار)